(1) إنَّها تَأْفُل... تقتربُ مهمَّتُها من النهاية تلاشت كذبةُ الخلود وانتصر الأزل من سقف الكتف نزولاً تنتظر إشارةً من إصبع ما لم يتبقَ لها غالباً أمل... سوى بضعة فراسخ زمنية سواري قميصٍ لا أكثر وينتهي وهمُ الأبديّة وتتلاشى أسطورة الطين الغبية ظلَّ البصر والبصيرة عاجزين عن الرؤية والرؤيا لأحقاب طوال ولا يزالان... تقلّص ظِلّ الفضاء وانقطع رسن الخيال وقضى التنبؤ نحبه منذ أجيال كيف للطين أن يرسم بمهينه القبائل؟ يتناحر مع أصله وفرعه يتجبر على نفسه ويختال فوق ذاته ويمرح في زهو صفاته ويبني بين بعضه الحوائل هو حتى وإن كان أعجوبةً أرقى من الطمي قليلاً وأدنى من الماء ألين من الحصى أصلد من الهواء بعينين يمشي ليله كأعشى مبتورَ النُّهى مجذوبَ الخُطا مفتولَ الهمجية رخوَ الدلائل وعُمرهُ قصيرٌ جداً وطريقه مائل سحقاً لكِ أسطورةَ الطين الوحشية (2) تخيّل: لو أن السطور تُمحى بمجرد قراءتها تزولُ الكلمات فور وقوع العين عليها لوقعنا في مجاعة تنويرية أيقتل الآدميون بعضاً من أجل سطر؟ أطول جسر في الدنيا: «الإنترنت» ذلك الكنز الرخيص البناءُ الذي لا سقف له الأشبه ببيوت الفقراء كشجرٍ كثير الفروع متناقض الثَمَر وشفاف الجذور كل شيء له جذور أشعة الشمس جذورها والقمر ابن الأرض صلة نسبهما الجاذبية... وقبيلتهما الفضاء حتى المرآة إذا انكسرت تشققت على شكل جذور شجرة شمطاء هم أيضاً واهمون لم يقرؤوا جذورهم بإخلاص غَشِي عليهم ما بين السطور من أحاجي تجاهلوا الهوامش والحواشي يدركون منها ما يدركون ويعرفون عنها بقدر ما يعرفون... عن ابتسامة العنقاء (3) أفرق الصامت عن الصامد حَرْف؟ أولئك مطيعون، وهو مطيع كذلك ذو ولاءٍ يشبه ولاء الجارية وربما هو شعور عشيقة عارية تجاوزت الأربعين منذ أيام وحيدةً على سرير فارغ من بقايا النرجسية تفكِّر في الخوالي أعتقد أنه صمت الجواري ورغبة العشيقة في الصمود معاً... يَلِدَان مشهد الضعف الخاوي مشهد «اللا قيمة» هو كذلك موقفه دائماً، ضحل المبادئ ... بامتياز ومثير للشفقة تمثيله على الآخرين دور الاعتزاز وقبور الظلم أكثر من أن تُدارى (4) أيهما أسهل؟ أن تشعر بأيام السنة يوماً يوماً ... وتستوعبها أم تعد 365 نقطة سوداء على حجر «دومينو» سكريّ قبل أن يقع على جاره أو يتخذ الزمن قراراً بعودة الطين إلى داره