وقّع وزير التجارة والصناعة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية عبدالله زينل اتفاقاً مع رئيس شركة إيسوزو العالمية للسيارات سوسومو هوسوي، لإنشاء مصنع متكامل لإنتاج سيارات وشاحنات النقل الخفيف والمتوسط والثقيل، وخصصت هيئة المدن الصناعية (مدن) أرضاً مساحتها 120 ألف متر مربع في المدينة الصناعية الثانية بالدمام لإقامة هذا المشروع. وأوضح عبدالله بن أحمد زينل في تصريح عقب التوقيع أن هناك اتفاقات سيتم توقيعها في المرحلة المقبلة لإنشاء مصانع سيارات في السعودية على غرار هذا الاتفاق، مشيراً إلى «بدء تنفيذ بعض الأمور، خصوصاً للمنشآت الصغيرة والأسر المنتجة، وهذا من أهم الأشياء التي نركزعليها حالياً». وأكد أن سوق المملكة جاذبة لإنشاء مصانع السيارات، لما تتمتع به من مزايا اقتصادية وحوافز وتسهيلات مالية وكفاءات بشرية مؤهلة وبنية تحتية متكاملة وصناعات مساندة، كما أنها من أقوى الأسواق في المنطقة، فما تستهلكه من شاحنات جعل الجدوى الاقتصادية للمشروع محفزة لإنشاء المصنع في المملكة، كما أن الأسواق الإقليمية مؤهلة لاستيراد الشاحنات من المملكة، وبهذا ستكون المملكة من الدول المصدرة للسيارات والشاحنات. وأشار إلى أن السعودية تعتبر أكبر سوق اقتصادية حرة في منطقة الشرق الأوسط، إذا إنها تمثل 25 في المئة من إجمالي الناتج القومي العربي، إضافة إلى أنها تمتلك أكبر احتياط نفطي في العالم بنسبة 25 في المئة، وتوافر الأراضي والخدمات والطاقة للمشاريع الاستثمارية بأسعار تنافسية على مستوى دول العالم، ما يجعل المملكة الواجهة المثالية للمشاريع الصناعية، كما أن الموقع الجغرافي للمملكة يجعلها منفذاً سهلاً لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتتمتع سوقها التي تشهد توسّعاً مستمراً، بقدرة شرائية عالية. وأضاف أن الدراسات تشير إلى أن المملكة أكبر بلد عربي مستورد للسيارات، إذ تستورد 600 ألف سيارة سنوياً، وفي المملكة حوالى 8 ملايين سيارة، ومن المتوقع أن يزيد الطلب على السيارات والشاحنات لما تتمتع به المملكة من مشاريع تنموية وإنفاق حكومي يعتبر الأكبر في تاريخ المملكة ومشاريع باستثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي. وأشار زينل إلى أن الحكومة عملت على دعم وتشجيع الصناعة بتوفير حوافز عدة للمستثمر المحلي والأجنبي لتسهم في الرقي بالصناعة السعودية والوصول بها إلى المنافسة الدولية، ومن هذه الحوافز تقديم الإعفاءات الجمركية للمواد الخام والآلات، وتعرفة الكهرباء الصناعية المدعومة وحوافز ضريبية، وتمويل يصل إلى 50 في المئة من صندوق التنمية الصناعية وضمان وتمويل الصادرات. من جهته، أوضح المدير العام للمدن الصناعية الدكتور توفيق الربيعة أن مشروع صناعة شاحنات إيسوزو مشروع رائد في المنطقة، وهو لا يقتصر على تجميع قطع مستوردة، بل هو مصنع متكامل سيصنع أجزاء كثيرة من الشاحنة في المملكة، وسيوطّن التقنيات العالمية والخبرات العالمية المتخصصة في إنتاج السيارات والشاحنات، وسيوجد فرصاً استثمارية لإنشاء مصانع أو خطوط إنتاج جديدة في مصانع قائمة لإنتاج أجزاء ولوازم السيارات وسيتم الإعلان عنها لاحقاً، مثل البطاريات وزجاج السيارات والفلاتر والزيوت وبعض الأجزاء المعدنية والكهربائية والبلاستيكية وغيرها من الأجزاء التي تُصنع محلياً في مصانع قائمة أو مستقلة.