عبّر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن بالغ حزنه وتأثره لوفاة الفنان عبدالحسين عبدالرضا، مشيراً إلى أن الكويت فقدت برحيله أحد أعلامها الكبار في مجال الفن المسرحي، كما فقدت الساحة الفنية المحلية أحد رواد ونجوم المسرح الكويتي الخليجي والعربي، ووجه بتوفير طائرة أميرية لنقل جثمان الراحل من لندن إلى الكويت. وأعرب أمير الكويت عن تقديره دور الفنان الراحل في النهوض بالحركة والأعمال المسرحية وتطويرها وانتشارها داخل البلاد وخارجها، مشدداً على أن الوطن لن ينسى أبناءه الأوفياء الذين ساهموا في العطاء، وبذلوا جهدهم لخدمة وطنهم ورقيه ونهضته. كما بعث برقية تعزية ومواساة لأسرة الفقيد، مستذكراً مناقبه ومساهماته في الحركة الفنية، فيما بعث ولي عهد الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، برقية مماثلة، سائلاً فيها المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وكرّم تلفزيون الكويت الفنان عبدالحسين عبدالرضا بتخصيص زاوية على صدر شاشته تحمل صورة رثائية تخلد شيئاً من دوره وحضوره في واقع الفن الخليجي العربي، ومعززاً صورته كأيقونة فنية سبقت إلى تقديم طرح يتسامى على تهافت الواقع العربي. وجادت ذاكرة محطة الكويت بكل ما تحتفظ به من روائع وبدائع الفنان الراحل، وكررت في تقاريرها التي لم تتوقف منذ إعلان رحيله وهي تنادي وتذكر بدور أبي عدنان أو «أبو عليوي» الذي أتقن أدواره ممثلاً ومغنياً وكاتباً ومنتجاً وقائداً لفرق مسرحية، ومالكاً لقناة تلفزيونية للمنوعات هي قناة فنون التي أطلقها العام 2006، واحتفظت بشخصيته المرحة والفكاهية في زمن كان الواقع العربي يتجه إلى مزيد من السوداوية، مؤكداً على قدرة الفن على شفاء الجروح واندمالها. تلفزيون الكويت كان قائد معزوفة الحزن على رحيل عبدالرضا بساعات من البث المباشر احتكرت صورته، فيما أصدقاؤه يتناوبون على النعي، وبقيت الشاشة منكسرة بين يدي المذيعة الكويتية «إيمان نجم» وهي تستقبل في كل ساعة مهاتفة أحد جلسائه أو زملائه من الوسط الفني وهي تغالب دمعاتها. الفنان السعودي أبوبكر سالم تحامل على مرضه الذي يلازمه منذ أشهر، وأرسل عزاءه عبر أثير شاشة الكويت، وبصوت متوجع ومعجون بالأسى كان يردد أبيات متصوفة غاية في الوجد، ويرثي صديقه بأبيات شعرية ل «ابن علوي» أجود بدمعي والدموع على الخدِّ.. شهودٌ على الأشواق والحزن والوجدِ. شاشات وإذاعات أخرى تحولت نحيباً يبكي رحيل الفنان الكويتي، فيما شارك مشاهير الفن والتمثيل والمسرح عبر حساباتهم الشخصية في وداعه وهم يستذكرون ما تجود به اللحظة من مواقف ومآثر. «أبو ردح» و«حسين بن عاقول» و«عتيج ودواس»، هي الكاركتيرات أو الشخصيات التي تقمصها عبدالرضا خلال مسيرته الفنية، وقد كانت رموزاً جلية على تفجر موهبته من دون توقف حتى الرمق الأخير من حياته، إذ لا تفصله عن آخر أعماله التي أذيعت سوى أشهر قليلة. آخر شركائه في مسلسل «سيلفي» الفنان السعودي ناصر القصبي لم يتوقف عن الكتابة في حسابه على «تويتر»، ولا كاتب المسلسل خلف الحربي، وحياة الفهد الفنانة الكويتية التي زاملته دهراً طويلاً أجهشت بالبكاء على فقيد ذكرياتها عبر شاشة «mbc». كانت الفهد على تواصل دائم مع الراحل، ويناقشان قضايا الفن وبخاصة المسرح، وكان يتمنى أن يعودا ليعملا معاً عملاً مسرحياً، إذ كان مهتماً أن يجتمع من خلالها بكل الفنانين من جيله كسعد الفرج وسعاد عبدالله. كان عبدالرضا يهم بالخروج من المستشفى قبل أن توافيه المنية وهو الأمر الذي سبب صدمة واسعة لقلوب محبيه والمقربين منه، إذ كانت الأنباء تتوارد عن تماثله للشفاء ونيته العودة إلى وطنه، لولا أن القدر كان أسبق من غيره وجاء بخلاف ما تشتهي الأنفس.