زاوجت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي بين الأغاني الوطنية والرمانسية مستحضرة الكلاسيكيات في حفلها بقصر بيت الدين في جبل لبنان. ابنة الموسيقي والملحن حليم الرومي التي ترعرعت قي بيت فني عريق وحملت منه «كل هذا الحب والرقي لتقدم الفن كرسالة محبة وسلام وفرح»، كما قالت، غنت مساء أمس (السبت)، 19 من أجمل أغانيها على مدى ساعتين. جاء حفل الرومي في ختام مهرجانات بيت الدين، ليعيد الجمهور إلى زمن العمالقة والكلمة الطيبة البليغة والجملة اللحنية المشغولة برقي وانسجام بين الصوت والروح والموسيقيين. وبفستان أزرق سماوي طويل موشى بالتطريز أطلّت صاحبة «كلمات» على جمهور غفير تجاوز أربعة آلاف شخص جاءوا من لبنان، وسورية، والسعودية، ومصر، والكويت، والأردن، وتونس، والمغرب، فجاء الحفل عرساً يحتفي بالفرح والحب والسلام، عرساً يستقبل كل المحبين لصوت بديع لم يتعب على رغم تخطيه عمر الستين. وقالت ماجدة في مستهل الحفل، إن مهرجانات بيت الدين «لها مكان مميز في قلبي، فأنا أغني هنا كأني في بيتي وبين ناس أحبهم عملوا لأجل الفن والارتقاء فيه». البداية كانت مع نشيد «بلادي أنا» الذي كتبه الراحل سعيد عقل ولحن الجزء العربي منه جوزيف خليفة والجزء الفرنسي جان ماري رياشي، وهو نشيد قدمته الرومي سابقاً مع الفنان السنغالي يوسو ندور. ثم صدحت بنشيد الحرية الذي أشعل في نفوس المستمعين الحماسة والتفاؤل وأثار الشجن. سهام السورية التي هربت من الحرب منذ سنوات إلى لبنان، وقفت دامعة العينين تصفق وتغني وكأن ماجدة تغني لها وحدها. وقالت ل«رويترز»: «أنا أعشق هذه الفنانة لأنها تغني للسلام والانسان ومن قلبها، تغني للحرية كما غنت اليوم ودائماً. أثرت في هذه الأغنية لأننا نحن السوريين مشتتون اليوم ونبحث عن الحرية والاستقرار كما تقول الأغنية». وبعد الجرعة الكبيرة من الأغاني الوطنية، فتحت الرومي باب الرومانسية لأغنيات أسست لمسيرتها الفنية، مثل «عم يسألوني عليك الناس» و«ما حدا بعبي مطرحك بقلبي» و«لو ترجع الأيام يا حبيبي» و«تصوّر إنو هالعالم إلنا... هون القلب دق» والتي طارت فيها الفنانة بصوت حالم يرفرف كعصفورة عاشقة وكأنها تغنيها للمرة الأولى. ولا بد أن يكون في حفلات سيدة الأغنية الكلاسيكية الراقية التي يضم رصيدها حوالى 13 ألبوماً، وأكثر من 45 أغنية منفردة، محطة لأغاني لحنها والدها الرائد في الموسيقى حليم الرومي. فغنت بحنين إلى الماضي الجميل وشوقاً لوالدها الراحل أغنيتين هما «لا تغضبي لا تعجلي» و«اسمع قلبي». وشدت ماجدة بأغاني من تلحين الموسيقار اللبناني الراحل ملحم من بينها «ملك قلبي» و«اعتزلت الغرام» و«أحبك جداً»، فضلا عن قصيدة «لا تسأل» للشاعرة سعاد الصباح والملحن مروان خوري والتي حملت عنوان الحفل. أما الختام فكان مسكه مع «كلمات» وشعر نزار قباني. جانب كبير من سر نجاح الحفل يعود للأوركسترا اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي الذي عرف كيف يرقى بأغاني حفظها الناس عن ظهر قلب من خلال توزيع جديد لكثير من الأعمال العريقة لماجدة الرومي. وقال بعلبكي ل«رويترز» عقب الحفل: «أدخلت الكلاسيك والجاز والبوب والشرقي وكثير من الآلات التي لم تكن موجودة سابقا في فرقة ماجدة الرومي». وأضاف «أدخلت النحاسيات والكلارينت والفلوت والناي، وكثّفت الوتريات كي تكون متكاملة، مع حرصي الشديد على أن أختار خيرة الموسيقيين وأكثرهم مهنية من أجل الانسجام بينهم وبين صوت مطربة عظيمة مثل ماجدة الرومي، وكي يشعر الناس بأن الأنغام أصفى وأعذب ونابعة من القلب وليست من الآلة فقط».