أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الجمعة) أنه يدرس خيارات تشمل تدخل الجيش الأميركي، وذلك في ردّ منه على الأزمة السياسية المتصاعدة في فنزويلا. وأوضح ترامب للصحافيين في نيوجرزي «لدينا خيارات كثيرة لفنزويلا، بما في ذلك خيار عسكري محتمل إذا لزم الأمر». وتابع «لدينا قوات في كل أنحاء العالم وفي أماكن بعيدة جداً. فنزويلا ليست بعيدة جداً والناس يعانون ويموتون»، وأردف «الخيار العسكري هو بالتأكيد طريق يمكن أن نسلكه». لكن ترامب قال أنه سيتحدث إلى نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو «ما إن تتم استعادة الديموقراطية» في فنزويلا، ووكان مادورو أبدى الخميس الماضي رغبته في إجراء «محادثة» مع ترامب عبر الهاتف أو وجهاً لوجه في نيويورك حيث تنعقد في أيلول (سبتمبر) اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي رده على تصريحات ترامب، قال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أمس إن تهديد الرئيس الأميركي «ضرب من الجنون»، وكان من المتوقع أن تصدر وزارة الخارجية الفنزويلية بياناً اليوم للرد على تعليق ترامب. وقال بادرينو للتلفزيون الرسمي «هذا ضرب من الجنون. هذا عمل شديد التطرف. هناك نخبة متطرفة تحكم الولاياتالمتحدة». وأضاف «كجندي أقف مع القوات المسلحة الفنزويلية ومع الشعب. أنا واثق من أننا سنكون جميعاً في الخطوط الأمامية للدفاع عن مصالح وسيادة فنزويلا الحبيبة». وقال وزير الاتصالات إرنستو فيلغاس إن تصريح ترامب «تهديد لم يسبق له مثيل للسيادة الوطنية». وأضاف في تغريدة عبر «تويتر»: «استدعاء السلك الديبلوماسي لوزارة الخارجية غداً عندما تصدر بياناً لمواجهة التهديد الإمبريالي لفنزويلا». من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لم تتلق أي أوامر في شأن فنزويلا من الرئيس ترامب، وقال الناطق باسم البنتاغون إريك باهون «لم نتلق أي أوامر». وأحال باهون الأسئلة إلى البيت الأبيض. في بداية آب (أغسطس) الجاري فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على الرئيس الفنزويلي الذي وصفته بأنه «دكتاتور». وجاء موقف واشنطن غداة انتخابات الجمعية التاسيسية المثيرة للجدل التي دفع مادورو باتجاه إجرائها على رغم رفض المعارضة لها. وتعاني فنزويلا من ركود مع نقص في الغذاء والدواء، وقتل ما يربو على 120 شخصاً في احتجاجات مناهضة للحكومة منذ نيسان (أبريل). من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البيروفية أمس أنّ البيرو أمرت بطرد سفير فنزويلا بسبب «خرق كراكاس للحكم الديموقراطي» في عهد مادورو. وقالت الخارجية البيروفيّة إنّ لدى السفير دييغو موليرو خمسة أيّام لمغادرة البيرو، وذلك بعدما عبّرت ليما عن إدانتها لإقدام فنزويلا على «خرق الحكم الديموقراطي». وكان الكونغرس البيروفي صوّت هذا الأسبوع على طرد السفير الفنزويلي. من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي أمس أن قوات الأمن اعتقلت قائدي الهجوم الذي استهدف في السادس من آب (أغسطس) قاعدة عسكرية في شمال فنزويلا. وقال وزير الدفاع على حسابه على «تويتر» إن «المنفذين العملي والعقائدي للهجوم العسكري والإرهابي على قاعدة باراماكاي أوقفا». والرجلان هما الكابتن السابق خوان كاغاريبانو سكوت واللفتنانت جيفرسن غارسيا، حسبما قال الوزير الفنزويلي. وكانت المجموعة بقيادة كاغاريبانو الذي كان يعيش في المنفى بعدما طرد من الجيش في العام 2014 بتهمة العصيان والخيانة. وقال بادرينو إن «عملية الاعتقال هذه تشكل ضربة قاسية للإرهاب الفاشي الذي يمارسه اليمين الفنزويلي في الأشهر الاخيرة». وأضاف أن «من يخون الوطن ومن يرفع السلاح ضد القوات المسلحة الفنزويلية سيتلقى عقاباً نموذجياً». وكان حوالى عشرين مسلحاً هاجموا القاعدة فجر الأحد الماضي. وقتل اثنان منهم خلال المعارك التي استمرت ثلاث ساعات، واعتقل ثمانية آخرون أحدهم مصاب بجروح. وقبيل الهجوم ظهر خوان كاغاريبانو في تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، محاطاً برجال ببزات عسكرية ومدجيين بالأسلحة. وأعلن أنه يخوض تمرداً على سلطة الرئيس نيكولاس مادورو معتبراً أن حكمه «استبداد غير مشروع».