حذر باحث أميركي من سعي قيادات في جماعة الإخوان المسلمين بدعم من قطر إلى إقامة ما وصفه ب«دولة إسلامية عالمية». وقال الباحث ريك تراجر، إن هناك تحفظ من الدول المقاطعة على أن بروز الإخوان المسلمين يشكل تهديداً خطيراً على أمنها القومي، مضيفاً: «في النهاية تسعى الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية عالمية تحت سيطرتها، ما يعني إسقاط الحكومات الإسلامية غير الخاضعة لحكم الإخوان على المدى البعيد». ولفت إلى أن «نجم جماعات الإخوان المسلمين بدأ في الصعود عقب أحداث 2011 في تونس ومصر»، مضيفاً في تقرير نشره المعهد في الأول من تموز (يوليو) الماضي أنه «في أعقاب هذه الانتفاضات سلكت قطر مساراً مختلفاً بتأييدها بقوة هذه الجماعات». وأشار زميل استيرك واغنر مؤلف كتاب «الخريف العربي: كيف ربح الإخوان المسلمون مصر وخسروها في 891 يوماً» في تقريره ب«ذي آتلنتيك» إلى أن قرار الدوحة «عكَس جزئياً ميولها الآيديولوجية: فقد كان الأمير مقرباً من رجل الدين المصري المولد يوسف القرضاوي، المرشد الروحي ل(الإخوان المسلمين) الذي عاش في قطر منذ عام 1961، وكانت قناة (الجزيرة) قد وفّرت منصة للقرضاوي وغيره من شخصيات الإخوان لفترة طويلة بهدف تعزيز الآيديولوجية الثيوقراطية للجماعة، ولكن قرار الدوحة عكس أيضاً اعتباراتها الاستراتيجية، فمع فوز فروع الإخوان في الانتخابات في مصر وتونس، بدا أن الجماعة تمثّل الموجة السياسية المستقبلية، إضافة إلى أن الإخوان لم يشكلوا أي تهديد داخلي على النظام القطري، إذ إن الدوحة طوت الفصل المحلي من الإخوان عام 1999». وأوضح تراجر أن «قطر لم تُلب أبداً التزاماتها وفقاً لاتفاق الرياض 2014، واستمرت تشكل حلقة وصل بين شبكات الإخوان الإقليمية. وعلى رغم الأزمة إلا أن الدوحة لا تزال تستضيف قيادة حركة حماس، التي تُعرف منذ فترة طويلة بأنها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها الولاياتالمتحدة كجماعة إرهابية - في الآونة الأخيرة نأت حماس بنفسها عن الحركة الدولية للإخوان، لكن زعيمها أكّد أنه لا يزال ينتمي إلى المدرسة الفكرية للجماعة وأدلى بهذا الإعلان من الدوحة، إضافة إلى ذلك تواصل قناة الجزيرة تعزيز أصوات الإخوان، وغالباً ما تقوم وسائل الإعلام والمراكز الفكرية الأخرى التي يمولها القطريون بتوظيف كوادر الإخوان وحلفائهم». وكشف الباحث الأميركي أنه «حتى وقت قريب كان أحد الأعضاء السابقين لشباب جماعة لإخوان إسلام لطفي، رئيساً للمجلس التنفيذي للشبكة الفضائية (العربي الجديد)، كما لا يزال القرضاوي يتمتع بمنبر في الشبكات الفضائية في قطر». فيما أكد زميل بيكر في معهد واشنطن مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد المتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية سايمون هندرسون، أن مطالب المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات إلى قطر لم تتضمن أية مطالب تمس السيادة أو النظام القطري. وأوضح في تقرير نشره المعهد في حزيران (يونيو) الماضي أن «قائمة المطالب لا تعبر عن دعوة لتغيير النظام في قطر، بل إلى تغيير السياسات»، مضيفاً أن «لعل الأمر غير المناسب بالنسبة لواشنطن، أن هذه المطالب تقصد ربط الولاياتالمتحدة بالأزمة، وهو الموقف الذي تفاقم بفعل رسائل متضاربة من البيت الأبيض، ووزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتين، وقد لا يؤدي سوى إلى تعقيد حل الأزمة. وهذه الصيغة لا تمنح واشنطن دوراً واضحاً في أية دبلوماسية».