شهدت بادية حمص الشرقية التي تقدمت فيها القوات النظامية خلال الأسابيع الفائتة، على حساب تنظيم «داعش» خلال الأيام الثلاثة الماضية عمليات عسكرية عنيفة ومتتالية، امتدت على جبهة بطول من 50 كلم إلى 300 كلم عن مدينة حمص نفذها «داعش»، مستعيناً بعربات مفخخة وانتحاريين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مجموعات من التنظيم نفذت هجوماً معاكساً نحو مدينة السخنة التي سيطرت عليها قوات النظام ليل الخامس من آب (أغسطس) الجاري. وتسبب هذا الهجوم بسقوط مزيد من القتلى في صفوف الأطراف المتقاتلة من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها ومن عناصر «داعش»، إذ ارتفع عدد القتلى إلى 63 على الأقل بينهم 14 ضابطاً عدد عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها خلال 3 أيام من الهجمات والقتال العنيف والتفجيرات في محيط صوامع تدمر ومحيط المحطة الثالثة ومنطقة حميمة ومحيط مدينة السخنة وريف جب الجراح. وفي المقابل ارتفع إلى 46 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثق «المرصد السوري» مقتلهم أيضاً في المعارك ذاتها، من ضمنهم 16 على الأقل ممن فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة. كما تسبب القتال في وقوع عشرات الجرحى في صفوف طرفي القتال. وكان التنظيم سحب جثث 6 عناصر على الأقل من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ونشرهم في مدينة البوكمال، وأعدم عنصراً من القوات النظامية بعد أسره في منطقة حميمة عند الحدود الإدارية الشرقية لحمص مع محافظة دير الزور. وترافق هذا القتال والهجمات المعاكسة لتنظيم «داعش» في بادية حمص الشرقية، مع هجوم من القوات النظامية في ريف جب الجراح على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة حمص، حيث تتواصل المعارك بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر «داعش»، بعد تمكن القوات النظامية اول من أمس من التقدم والسيطرة على قريتي الصالحية والطرفاوي. وتزامنت هذه الاشتباكات والهجمات مع قصف مدفعي وصاروخي مكثفين من قبل القوات النظامية والطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة «داعش»، فيما تواصل القوات النظامية تمشيط مدينة السخنة التي سيطرت عليها قبل نحو 5 أيام، وذلك تمهيداً لإدخال إعلامييها والمحطات التلفزيونية إلى المدينة التي بقي التنظيم مسيطراً عليها منذ منتصف أيار (مايو) 2015. دير الزور من جهة اخرى، استهدفت طائرات لم يعرف إن كانت للتحالف الدولي أو روسية منزلاً يستولي عليه تنظيم «داعش» في قرية الزباري، في ريف دير الزور الشرقي، والذي اتخذه التنظيم مستودعاً للعبوات الناسفة، ما تسبب بحدوث انفجارات شديدة ومتتالية جراء انفجار العبوات الناسفة. وأسفر القصف الجوي والانفجارات عن مقتل 4 عناصر على الأقل من تنظيم «داعش». وكانت طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي قد وجهت فجر امس عدة ضربات على الشريط الحدودي مع العراق في ريف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات. ونشر «المرصد السوري» اول من أمس أن دوي انفجارات سُمِع في الريف الشرقي لدير الزور جراء تنفيذ طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي، 3 غارات على المدينة، استهدفت الأوليان منها منطقة مدرسة عبد الغفور ملا، في حين استهدفت الغارة الثالثة مشفى نوري السعيد، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى. وكانت طائرات حربية لم تعرف هويتها جددت ضرباتها أول من امس مستهدفة مناطق في الريف الشرقي لدير الزور مستهدفةً منازل مدنيين في المدينة، ما تسبب بمقتل طفل ووقوع عدد من الجرحى. وفي محافظة حمص قصفت القوات النظامية مناطق في بلدتي السعن الأسود والزعفرانة، في ريف حمص الشمالي، ما أدى إلى سقوط جرحى في بلدة الزعفرانة، في حين قصفت القوات النظامية مناطق في مدينة تلبيسة بالريف ذاته. ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. ويأتي هذا القصف بعد غارات وقصف مدفعي مكثف على منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي أول من امس وبعد انهيار الهدنة المصرية– الروسية ل «تخفيف التوتر» والعمليات العسكرية في ريف حمص الشمالي. الى ذلك، تعرضت مناطق في بلدة الحاجب في ريف حلب الجنوبي، لقصف بعدد من القذائف من قبل القوات النظامية ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد أنباء عن إصابات. وقصفت القوات النظامية مناطق في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات. وفي ريف حماة الشمالي سقطت عدة قذائف هاون أطلقتها قوات النظام، على مناطق في بلدة اللطامنة، وأسفر القصف المتجدد عن أضرار مادية.