انطلقت يوم الجمعة الماضي فعاليات معرض الدارالبيضاء ال17، في أجواء تكاد تكون مزدوجة، فعشاق المعرفة والكتب يبحثون عن الجديد في عالم التأليف، والمثقفون المغاربة يعبرون عبر مواقعهم عن مقاطعة المعرض احتجاجاً على وزارة الثقافة المغربية من جهة أخرى لا بد لزائر المعرض أن يلحظ الترتيب والتنظيم الذي اعتمدته وزارة الثقافة هذا العام، فالمشاركة أتيحت لجميع دور النشر. وفي بادرة تكاد تكون الأولى من نوعها، حدّدت الإدارة المعنية بالمناشط الثقافية أن تكون محاضرات المعرض في قاعتين أطلق عليهما اسمي محمد أركون ومحمد عابد الجابري، ونصبت صورهما بشكل مكبر. وشهد الجناح السعودي حضوراً لافتاً، من المهتمين ورواد المعرض. وكذلك الأمر ينسحب على عدد من الكتب التي ألفها سعوديون وصدرت عن دور نشر عربية. ويبدو أن محاضرة الدكتور عبد الله الغدامي حول الليبرالية انعكست على مؤلفاته، فدار النشر التي تصدر كتبه، وهي المركز الثقافي العربي، تعرض مؤلفات الغدامي بجوار كتب عن الليبرالية. وشهد اليوم الأول إقبالاً على شراء كتاب «الليبرالية» لمؤلفه باسكال سلان. كما راح الزائرون يبحثون عن كتاب «مثقفون وأمير» لمؤلفه محمد سعيد طيب، ورواية «طوق الحمام» لرجاء عالم، إذ امتلأت ممرات المعرض بصور لغلاف كتاب «طوق الحمام»، المرشحة في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية. ويشارك في المعرض نحو 3 آلاف عنوان سعودي تعرضها 17 جهةً حكوميةً و3 دور نشر خاصة، إضافة إلى برنامج ثقافي حافل ومتنوع بالندوات والأمسيات الأدبية والشعرية. إذ ستكون هناك ندوة عن الأدب السعودي، يشارك فيها الدكتور عالي القرشي والدكتور عثمان الصيني. وأمسية شعرية في «بيت الشعر» للشاعر عبد الله الزيد. ويختتم البرنامج الثقافي بمحاضرة عن مسيرة الصحافة السعودية. من جهة أخرى، استقبل وزير الثقافة المغربي الدكتور بنسالم حميش أخيراً بمكتبه بمقر الوزارة الملحق الثقافي السعودي بالمغرب ناصر بن نافع البراق. وقال البراق إن الاجتماع مع حميش يأتي في إطار التنسيق المعتاد بين وزارة الثقافة والملحقية الثقافية السعودية في الرباط حول مشاركة وزارة التعليم العالي في الدورة ال17 لمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب، مضيفاً أن الوزير «كان حريصاً على تدعيم الروابط الثقافية بين المملكتين، والتي يغتنم فيها المثقفون المناسبات الثقافية كمعارض الكتب للالتقاء، واطلاع بعضهم البعض على تجاربهم الثقافية والإبداعية». من جهته، أكد وزير الثقافة المغربي أهمية التواصل الثقافي بين المملكتين الشقيقتين، مشيراً إلى أن المثقف السعودي «يحظى باحترام بالغ في الفضاء الثقافي المغربي، وما مشاركة المثقفين السعوديين في معرض الكتاب لهذا العام إلا دليلاً على حرص وزارة الثقافة على تعزيز القواسم المشتركة بين المجتمعين السعودي والمغربي في كل المجالات، خصوصاً المجال الثقافي».