عبرت بكين عن احتجاجها بعد اقتراب بارجة اميركية أمس (الخميس) من جزيرة اصطناعية اقامتها في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب باكمله تقريباً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في بيان اليوم ان «الصين عبرت عن استيائها الشديد»، مؤكداً ان السفن الصينية «طردت» السفينة الاميركية بعد تحذيرها. وتابع ان «تحركاً من هذا النوع يشكل مساساً خطراً بسيادة الصين وأمنها ويعرض للخطر طاقمي الطرفين»، مضيفاً ان «الصين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على جزر نانشا (الاسم الصيني لسبراتليز) والمياه المحيطة بها». واتهم جينغ الولاياتالمتحدة «برفض احلال استقرار في بحر الصين الجنوبي» والدفع باتجاه عسكرة المنطقة. وقال ان «الصين مصممة بحزم على حماية سيادتها على الاراضي ومصالحها البحرية». وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان ان «التحركات العسكرية الاميركية لن تؤدي سوى الى تشجيع الجيش الصيني على تعزيز قدراته الدفاعية بشكل أكبر». وكان مسؤول اميركي أعلن ان المدمرة «يو اس اس جون اس ماكين» اقتربت حتى ستة أميال بحرية من جزيرة ميسشيف، التي تشكل جزءاً من ارخبيل سبراتليز المتنازع عليه، موضحاً ان فرقاطة صينية وجهت الى السفينة الاميركية تحذيرات باللاسلكي عشر مرات على الاقل. واضاف المسؤول: «اتصلوا للقول من فضلكم عودوا ادراجكم، انتم في مياهنا، فاجبنا اننا سفينة للولايات المتحدة ونقوم بعمليات روتينية في المياه الدولية»، مؤكداً ان الاتصالات كانت «آمنة ومهنية» خلال الساعات الست التي استغرقتها المهمة. ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اللفتنانت كولونيل كريس لوغان التعليق على مهمة البارجة، لكنه أكد انه «سنواصل بانتظام تسيير دوريات كما فعلنا في شكل روتيني في الماضي وسنظل نقوم بذلك مستقبلاً». وشدد على ان «العمليات تجري في اطار احترام القانون الدولي وتثبت ان الولاياتالمتحدة ستنفذ عمليات جوية وبحرية في اي مكان يجيزه القانون الدولي». وهذه ثالث عملية لحرية الملاحة تقوم بها الولاياتالمتحدة في المنطقة منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهامه في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد أربعة أيام على احتجاج واشنطن واليابان واستراليا، على بناء بكين جزراً اصطناعية في بحر الصين الجنوبي لاغراض عسكرية. كما تأتي في اجواء من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية بسبب برنامج الصواريخ البالستية الكوري الشمالي، بينما تدعو واشنطنبكين الى العمل على الحد من نشاط حليفته غير المنضبطة.