اعتقلت السلطات التركية روسياً يدعى رينات باكييف للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم «داعش» وتخطيطه لشن هجوم على قاعدة أنجرليك الجوية جنوبتركيا التي يستخدمها التحالف الدولي في عملياته ضد إرهابيي التنظيم في سورية. وأوضحت السلطات أمس، أن باكييف الذي أوقفته وحدة مراقبة تابعة للشرطة لدى تنفيذه مهمة استطلاع في مدينة أضنة الجنوبية، حيث مقر القاعدة الجوية، «حاول اقتناء طائرة بلا طيار لمهاجمة القاعدة أو طائرات جاثمة فيها، وطالب التنظيم عبر تطبيق تلغرام بتزويده 2800 ليرة تركية (أقل من 800 دولار) لتنفيذ العملية». وأشارت أيضاً إلى أن المشبوه الروسي نفذ محاولات فاشلة للتوجه إلى سورية من أجل القتال في صفوف التنظيم الإرهابي ومهاجمة الأقلية العلوية هناك. وتعرضت تركيا العام الماضي لسلسلة هجمات اتُّهم «داعش» و «حزب العمال الكردستاني» المحظور بالوقوف وراءها، وأدت إلى مقتل مئات الأشخاص، ما جعلها السنة الأكثر دموية في تاريخها. وتراجعت هذه الهجمات أخيراً، لكن إجراءات الأمن لا تزال سارية في المدن الكبرى. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن وفداً من المشرعين الألمان يرافقه مسؤول بارز في حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيزور جنوداً ألماناً يخدمون في قاعدة أنجرليك في 8 أيلول (سبتمبر) المقبل، مشيرة إلى أن الحلف لا يزال يناقش تفاصيل زيارة مقررة إلى قاعدة قونية الجوية في منطقة الأناضول الوسطى. وكان خلاف حول السماح للنواب الألمان بزيارة الجنود المتمركزين في القواعد التركية، زاد التوتر بين البلدين العضوين في الحلف. وأدى تكرار تركيا رفضها السماح بزيارة المشرعين الألمان أنجرليك، إلى نقل برلين بعض هؤلاء الجنود إلى الأردن. على صعيد آخر، أصدرت النيابة العامة في إسطنبول مذكرات توقيف في حق 35 من العاملين الحاليين أو السابقين في وسائل إعلام، وأوقفت 9 منهم على الأقل في إطار تحقيق حول ارتباط هذه الوسائل بشبكات الداعية فتح الله غولن المقيم بالمنفى في أميركا، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) 2016. وتشتبه السلطات في استخدام هؤلاء تطبيق رسائل «باي لوك» المشفرة، الذي تعتبره أداة الاتصال بين الانقلابيين. وكتب أحد محرري صحيفة «بيرغون» المعارِضة براق أكيدجي على «تويتر» أنه أُوقف، مشيراً إلى أن السلطات صادرت جهاز كومبيوتر خاصاً به وهاتفه الخليوي. وتدين منظمات الدفاع عن الحريات اعتقال أنقرة أكثر من 50 ألف شخص بداعي صلتهم بالانقلاب الفاشل، وفصل 150 ألفاً آخرين، بينهم موظفون حكوميون، أو توقيفهم عن العمل. وتقول نقابة الصحافيين في تركيا إن السلطات أغلقت نحو 150 صحيفة ومؤسسة إعلامية، واعتقلت حوالى 160 صحافياً منذ المحاولة الانقلابية.