أجّج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نزاعاً مع ألمانيا، إذ حذر من عملاء غربيين «يصولون ويجولون» في بلاده، ملوحاً بعواقب لمَن يهددون أنقرة بعقوبات. وقال أمام نواب من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان: «الغربيون يريدون أن يصول عملاؤهم ويجولون بكل حرية في أراضينا وأن يؤذوا شعبنا. مَن يُرجعون الأمرَ إلى عمل القضاء عندما يتعلّق الأمر بإرهابيين يؤوونهم في بلادهم، يحوّلونه أزمات ديبلوماسية عندما يُعتقل عملاؤهم متلبسين». وتدهورت العلاقات بين برلينوأنقرة، بعدما اعتقلت تركيا 10 حقوقيين، بينهم ألماني، اتُهموا بالارتباط بجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولاياتالمتحدة منذ العام 1999 والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة قبل سنة. وكثّفت ألمانيا ضغطها على تركيا، مهددةً بإجراءات قد تعطل الاستثمارات الألمانية، كما اعلنت أنها تراجع طلبات أنقرة المتعلّقة بصفقات سلاح. وسعت أنقرة الى نزع فتيل التوتر، وتخلّت عن مطالبة برلين بالمساعدة في التحقيق مع مئات من الشركات الألمانية، للاشتباه بصلات محتملة مع الإرهاب. وقال بكير بوزداغ، نائب رئيس الوزراء التركي، إن بلاده طلبت من الشرطة الدولية (إنتربول) معلومات تتعلّق بصادرات 40 شركة تركية تربطها علاقات مزعومة مع غولن. وتعهد أن تبقى تركيا ملاذاً آمناً للمستثمرين الأجانب. وأكد أردوغان أمس أن الشركات الألمانية التي تستثمر في تركيا لا تواجه صعوبات، وسأل المسؤولين الألمان: «إذا اعتقدتم بأنكم تستطيعون إخافة تركيا بالتلويح بعقوبات، فعليكم أولاً الاستعداد لعواقب أكبر بكثير. هل تدركون تماماً مَن الذي تهاجمونه؟». وزاد: «مَن ارتكبوا أعنف وأكثر المذابح وحشية ودموية في التاريخ خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، يجب ألا يعظونا في شأن الإنسانية». الى ذلك، عرض الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ التوسط لترتيب زيارة لنواب ألمان إلى قاعدة «إنجرليك» الجوية التركية، حيث تساهم قوات ألمانية في حملة التحالف على تنظيم «داعش». وقال ناطق باسم «الأطلسي»: «عرض الأمين العام ترتيب زيارة للنواب إلى مطار قونية في إطار الحلف. مطار قونية يؤدي دوراً حيوياً في عمليات الحلف لدعم تركيا والتحالف الذي يقاتل داعش». وبعدما نقلت ألمانيا جنوداً من قاعدة «إنجرليك» إلى الأردن، أثار خطر نقل مزيد منهم قلقاً شديداً لدى «الأطلسي»، ودفعه إلى التدخل لتجنّب اي تراجع في الحملة على «داعش». وكان التوتر تصاعد بعد رفض تركيا السماح لنواب ألمان بزيارة الجنود المتمركزين في القاعدة، علماً أن البرلمان يشرف على نشاط الجنود الألمان.