حذرت الأجهزة الخاصة الروسية من احتمال حصول اعتداءات تفجير تستهدف خطوط إمداد النفط والغاز، وكشفت عن معطيات بحوزتها عن تسلل انتحاريين من كازاخستان إلى الأراضي الروسية. وفرضت قوى الأمن وأجهزة الاستخبارات تدابير مشددة في مناطق عدة يشتبه في احتمال أن تكون مستهدفة من جانب انتحاريين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدر أمني أن لدى الأجهزة الخاصة معطيات مؤكدة تدل إلى نجاح مجموعة إرهابية في التسلل عبر الحدود الكازاخستانية – الروسية. وأوضح المصدر أن المجموعة تضم رجلين وامرأتين في حوزتهم أسلحة ومواد متفجرة. وتفيد معلومات الأجهزة أن الهدف الأساس للمجموعة الانتحارية هو الوصول إلى منشآت ضخمة لإمداد النفط والغاز، وأن الانتحاريين الأربعة خضعوا لدورات تدريب مكثفة داخل كازاخستان شملت إعداداً نفسياً تحضيراً لتنفيذ عملية انتحارية. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تسلل انتحاريين مفترضين من كازاخستان. ولفتت مصادر تحدثت معها «الحياة» أمس، إلى احتمال أن تكون مجموعة متشددة في كازاخستان شرعت في تعزيز نشاطها داخل الأراضي الروسية أخيراً خصوصاً بعدما أُعلن قبل يومين عن اعتقال شخصين كازاخستانيين في داغستان، وهما شابان في العشرين من العمر عثرت الأجهزة الأمنية في حوزتهما على عبوات ناسفة يدوية الصنع. وفرضت السلطات الأمنية تدابير مشددة في المناطق المجاورة للحدود مع كازاخستان، على أمل اعتقال أفراد المجموعة قبل وصولهم إلى أهدافهم. وبحسب المعطيات، فإن إجراءات أمنية صارمة فرضت على مداخل المدن والمحافظات وفي وسائل النقل العام وعلى الطرق المؤدية إلى عمق الأراضي الروسية. وعلى رغم أن التحذير طاول بالدرجة الأولى منشآت النفط والغاز، لكن التدابير الأمنية بلغت مناطق واسعة في القوقاز أيضاً، إذ شددت الجهات الأمنية إجراءات التفتيش والحماية في محطات القطار والمطارات والمرافق العامة التي تشهد تجمعات كبيرة عادة في نهاية الأسبوع. يذكر أن روسيا شهدت في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي أسوأ اعتداء انتحاري استهدف مطار دوموديدوفا الدولي، وأسفر عن سقوط 36 قتيلاً و200 جريح. وفتح الهجوم على ملف تراخي الأجهزة الأمنية في تدابير الحماية للمواقع الحساسة، ما أدى إلى سلسلة إقالات طاولت مسؤولين أمنيين. وأشرف الرئيس ديمتري ميدفيديف مباشرة على فرض تدابير أمنية غير مسبوقة في المطارات ومحطات القطار ومترو الأنفاق والمرافق العامة، وقام بجولات تفتيش مفاجأة كانت آخرها أول من أمس، إلى واحدة من كبريات محطات القطار في وسط موسكو، أعلن بعدها عن خيبة أمله لأن التدابير المفروضة لا تلبي الحاجات الأمنية المطلوبة لمنع تكرار حادث اعتداء المطار. في غضون ذلك أعلن أمس، عن مقتل متشدد سلفي في داغستان بعد انفجار عبوة ناسفة كان يحملها. وجاء الحادث بعد مرور أقل من 24 ساعة على إحباط اعتداء تفجيري ضخم كان يستهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. وتمكن رجال الشرطة من إبطال مفعول عبوة ناسفة مثبتة تحت سيارة أوقفها صاحبها قرب أحد مساجد العاصمة محج قلعة ودخل المسجد لأداء صلاة الجمعة، وأحبط الاعتداء صدفة، إذ أثار جسم غريب موضوع تحت السيارة انتباه شخص أبلغ الأجهزة الأمنية التي رجحت أن يكون مدبر الاعتداء هدف إلى تفجير العبوة أثناء خروج المصلين بعد انتهاء الصلاة. وغدت داغستان خلال العام الماضي أكثر مناطق القوقاز الروسي سخونة، إذ لا يكاد يمر يوم من دون الإعلان عن وقوع تفجير أو مواجهات دموية مع المجموعات المتشددة الناشطة هناك. ويرى خبراء أمنيون أن داغستان تحولت إلى مركز أساسي للنشاط المتشدد في منطقة القوقاز وإن قيادة العمليات المختلفة التي تقع في المنطقة تتم من هذه الجمهورية. 1000 متمرّد في شمال القوقاز على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن رئيس الإقليم الفيديرالي لشمال القوقاز الكسندر خلوبونين أن حوالى ألف متمرد ينشطون حالياً في شمال القوقاز الذي يشهد عدم أستقرار. ونقلت وكالة «ايتار تاس» عن خلوبونين قوله إن «المشكلة ليست في وجود ألف متمرد، بل في مجيء متمردين جدد يحلون محل من يقتلون». وأوضح أنهم باتوا يضمون في صفوفهم عدداً متزايداً من الشبان، لافتاً إلى أن متوسط عمر المتمردين يبلغ 18 سنة. وبعد الحرب الأولى في الشيشان بين عامي 1994 و1996 بين القوات الروسية والمتمردين، اتخذ التمرد في القوقاز الروسي طابعاً إسلامياً واضحاً. وامتد إلى خارج الحدود الشيشانية ليصبح حركة إسلامية مسلحة ناشطة في منطقة شمال القوقاز بأسرها.