تحولت المواقع الإلكترونية الشعبية خلال الأيام الماضية إلى قصائد رثاء، وهجاء، وسخرية عن الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، لعل أبرزها «كارثة جدة»وعمد عدد كبير من الشعراء الخليجيين إلى كتابة قصائد رثاء في المتوفين في السيول والأمطار، التي هطلت قبل عشرة أيام، إذ زخرت مدوناتهم على الفيسبوك بقصائد تطالب بمحاسبة المسؤولين في أمانة جدة على الإهمال والتقصير في مشاريع الصرف الصحي في شوارع العروس. يقول الشاعر والإعلامي زايد الرويس: «الشعر متنفس لصاحبه، وهو رسالة تخدم المجتمع، وكتابة الشعراء عن الأحداث المحيطة بهم، دليلاً على دورهم، لافتاً إلى أن القصائد التي انتشرت في الفترة الأخيرة معظمها تتحدث عن المشكلات التي وقعت في مدن عربية عدة. ويضيف أن سيول جدة، التي تسببت في احتجاز العشرات، ووفاة 10 أشخاص، تصدرت معظم قصائد السعوديين، معظمها حملت رثاءً للمتوفين، وأخرى انتقادات للمسؤولين في أمانة جدة، لسوء عمليات التصريف في شوارع جدة. وبرزت المعاناة الحقيقية في الشعر عن فاجعة جدة، خلال الأيام الماضية لدى الشعراء، الذين يقيمون في العروس، أو الذي يسكنون في محافظات قريبة منهم. وتؤكد الشاعرة مستورة الأحمدي أن كتابتها لأبيات شعرية عن سيول جدة يعود إلى أن الحدث لامس مشاعرها، ما جعلها تتفاعل مع الحدث شعراً، كونها جزءاً من مجتمعها وقضاياه، لافتةً إلى أن كتابة الشعر في الأحداث لا يعتبر انتقاداً، إنما واجب على الشعراء. ونقلت واقع إلكترونية مقتطفات شعرية عدة لشعراء خليجيين كتبوا عن سيول جدة، إذ حملت معظمها حزناً كبيراً على ضحايا الأمطار منها: عاد نفس المشهد اللي قبل مدة وما لقت جدة من اللي ينتشلها من يسامحنا على موت أهل جدة؟ آه يا حزني على جدة وأهلها محمد الوسمي الأرض هذي كتاب الله سايسها بالله من ثم عبد الله محميّة ترى الغرق نعمة ٍ والله قايسها مبروك جدة على كشف الحرامية مستورة الأحمدي سال الكحل من فوق وجنات العروس وباعت عشان أحبابها فستانها «جدة» ربابة من حزن... والبحر قوس لأطفالها الغرقى تعزف ألحانها فهد المساعد