أكد عدد من خبراء البيئة أن هناك اتجاهاً لدى بعض الأمانات في عدد من مناطق المملكة للاستفادة من مرادم النفايات القديمة لاستخراج الغاز واستثماره تجارياً، مشيرين الى ان السعودية ستكون أولى الدول العربية التي تستخدم هذه الطريقةوقالوا ان معدل انتاج الفرد من النفايات في السعودية 1.8 كيلو غرام يومياً، وان ما يستفاد منها عند اعادة التدوير 25 في المئة فيما يذهب الباقي إلى مرادم النفايات. وأوضح المستشار البيئي الدكتور عيسى رمضان انه يوجد في السعودية شركتان لفرز النفايات فقط، داعياً الى ضرورة تخصيص حاويات للنفايات البلاستيك واخرى للورق وثالتة للزجاج، وان تخصص كل شركة في مجال معين من النفايات مثل كثير من دول العالم. وقال ان هناك اتجاهاً من الأمانات للاستفادة من المرادم القديمة لاستخراج الغاز بعد سنوات واستثماره تجارياً باستخدام طريقة البلازم التي تستخدم عالمياً، مشيراً الى ان السعودية تعد اول دولة عربية تستخدم هذه الطريقة، وتحويل عصارة المردم القديم بعد استخراج الغاز إلى الصرف الصحي. وقال ان اهم العقبات التي تواجه المستثمرين في مجال إعادة تدوير النفايات هي عدم تصنيف الحاويات وعدم وجود الوعي الحضاري البيئي، مبيناً أن «استغلال النفايات بوضعها الحالي أمر مزعج لكل الجهات الراغبة، ويجب على الجهات سواء من الامانات ووزارة الشؤون البلدية والقروية والمؤسسة العامة لحماية البيئة إيجاد وعي إعلامي في إيجاد عمليات التصنيف في المدارس والمعاهد والجامعات والمولات وجميع المؤسسات الحكومية». من جهته، أوضح خبير البيئة الدكتور غازي الفالح أن هناك طرقاً اخرى لتوليد الطاقة الكهربائية والغاز من المرادم وتحويله الى بخار يستخدم للحرق في الافران لأغراض التدفئة المنزلية المركزية وغيرها، لافتاً الى انتشار هذه الطريقة في بعض البلدان حيث وصلت إلى 300 موقع للانتاج. واضاف الفالح ان هناك اتجاهاً في بعض البلدان العربية وفي السعودية للاتجاه للانتاج الغاز من مرادم النفايات كما هو معمول في الدول الاوروبية الاخرى التي قامت بهذا المشروع منذ فترة طويلة ويمكن الاستفادة منها في هذا المجال. من جهة أخرى، دعا الخبير في شؤون البيئة ناصر الوشمي الى تحفيز مصانع اعادة تدوير النفايات وإعطائها تسهيلات من الرئاسة العامة لحماية البيئة ووزارة الشؤون البلدية والقروية، وتسهيل استخراج التراخيص وتقديم دعم كهربائي لها أو للمنازل التي تتعامل مع النفايات بشكل حضاري. وأكد الوشمي أن هناك عزوفاً من المستثمرين لإعادة تدوير النفايات بسبب عدم وجود فرز أولي لها، وذلك بوضع حاويات للورق والأمنيوم والحديد لتسهيل إعادة التدوير والتقليل من أضرار البيئة، مشيراً الى ان معدل إنتاج الفرد من النفايات هو 1.8 كيلو غرام يومياً يستفاد من 25 في المئة منها، فيما يذهب الباقي إلى مرادم النفايات. ويبلغ إجمالي النفايات في المملكة نحو 31 مليون طن سنوياً فيما يصل حجم النفايات المنزلية منها 21 مليون طن والمخلفات الصناعية ب12 ألف طن سنوياً، إضافة إلى 400 ألف برميل يومياً تخلفها مصانع الزيوت. ويبلغ قيمة تدوير النفايات في السعودية بين 36 بليون ريال و40 بليون ريال، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى مصانع أكثر لتلبية عمليات تدوير النفايات.