واشنطن – رويترز، أ ف ب - أكد جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية الأميركية، في إفادة ادلى بها امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ان الولاياتالمتحدة تواجه خفضاً في انفاق اجهزة الاستخبارات، على رغم ان التهديدات كثيرة، وتتراوح من «تنظيم القاعدة في اليمن» والصومال إلى البرنامجين النوويين لإيران وكوريا الشمالية. وقال، في مواجهة رغبة الغالبية الجمهورية في مجلس النواب في خفض الانفاق على جبهات عدة، ما يزيد تساؤلات مسؤولي الاستخبارات في شأن مستقبل اجهزتهم في وقت تحاول واشنطن قياس تأثير الاضطرابات في الشرق الاوسط: «ندرك جميعاً اننا سنواجه اجراءات تقشف». وكشفت الادارة الأميركية العام الماضي أنها أنفقت أكثر من 80 بليون دولار على الاستخبارات، أي ضعفي ما أنفقته عام 2001 حين شنت اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر). وجاءت الزيادة الأكبر خلال ولاية الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش والتي استمرت ثماني سنوات، حيث شنت الولاياتالمتحدة حربين في أفغانستان والعراق، وكثفت اجراءاتها الامنية داخل اراضيها. وقال النائب مايك روجرز، الرئيس الجمهوري الجديد للجنة الاستخبارات: «يجب ان نرى فاعلية اكبر في موازنتكم إما عبر تمويل برامج استخبارات جديدة، او توسيع البرامج الحالية، او إعادة المبالغ التي توافرت الى الشعب الأميركي». وفي تكرار لتحذيرات اطلقتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، أكد كلابر ان العجز الهائل يضعف موقف الولاياتالمتحدة في مواجهة منافسين محتملين مثل الصين التي تملك نحو 900 بليون دولار من ديون الخزانة الأميركية. وقال: «يمثل الدين تهديداً محتملاً لأمننا القومي، وعلاقتنا المالية مع الصين توضح ذلك». وأعلن كلابر في بيان مكتوب ان «القاعدة» التي تتعرض لضغوط أميركية كبيرة في أفغانستان وباكستان، بدأت في تحويل مزيد من اهتمامها إلى الفروع التابعة لها في اليمن والصومال، والتي «قد تصبح اكثر قوة اذا لم تبذل جهود اضافية متواصلة لإيقافها». وحذر من ان «النتيجة قد تترجم في تنفيذ الفروع الاقليمية معظم الهجمات الأرهابية، وتشكيل تعدد الاصوات مصدر إلهام لحركة الجهاد العالمية». وأشار كلابر الى ان التهديد بحرب الكترونية يتزايد، وانه يصعب التكهن بتأثيرها، في حين قال رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا ان الانترنت «ارض معركة المستقبل التي يجب ان تستعد الولاياتالمتحدة للفوز بها». وفي سبيل تأكيد هذا التهديد، أفادت شركة «مكافي» لأمن المعلوماتية، بأن «مخربين في الصين اقتحموا انظمة الكومبيوتر الخاصة بخمس شركات طاقة متعددة الجنسيات لسرقة خطط المناقصات، ومعلومات حيوية اخرى. على صعيد آخر، قرر رئيس المحاكم العسكرية الاستثنائية في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا القاضي بروس مكدونالد ترحيل السوداني ابراهيم القوصي (50 سنة)، وهو اول سجين في غوانتانامو يحاكم امام محكمة عسكرية استثنائية في عهد الرئيس باراك اوباما، الى بلده في تموز (يوليو)، تنفيذاً لاتفاق سري ابرم مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وأوضح في قرار مقتضب وقعه شروط اتفاق الاقرار بالذنب الذي ابرم الصيف الماضي بين القوصي و «البنتاغون»، والذي قضى بتعليق تنفيذ الحكم بعد مرور سنتين على السابع من تموز (يوليو) 2010. ودين القوصي في آب (اغسطس) الماضي، بموجب محاكمة خضعت للقانون العرفي الاميركي، بالسجن 14 سنة امام لجنة قضاة عسكريين لم تعلم شيئاً عن شروط الاتفاق، ومن دون اعتبار ثماني سنوات ونصف السنة امضاها في غوانتانامو. وأقرّ القوصي بذنبه في مؤامرة ارهابية، وبتقديم دعم مادي للارهاب، لدى عمله طباخاً وسائقاً وحارساً شخصياً لزعيم «القاعدة» سامة بن لادن، وهو احد ثلاثة سجناء من اصل 172 في غوانتانامو دينوا امام محكمة عسكرية استثنائية.