استمرت التوترات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة وتركيا وحلفائها في قوات «درع الفرات» من جهة ثانية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش التركي قصف لليوم الثاني على التوالي محيط مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، كما اشتبك عناصر «سورية الديموقراطية» مع فصائل معارضة مدعومة من تركيا. وأوضح «المرصد السوري» أن الاشتباكات بين عناصر «درع الفرات» و «سورية الديموقراطية» التي تتشكل أساساً من «وحدات حماية الشعب الكردية» وقعت حول قرية عين دقنة وقاعدة منغ الجوية القريبة شمال حلب. وأشار إلى أن القوات التركية تصعد من قصفها مواقع «سورية الديموقراطية» في مناطق أخرى في محاولة من الجانب التركي للتقدم إلى مناطق سيطرة «سورية الديموقراطية». وأبلغت مصادر الموثوقة عديدة «المرصد السوري» أن المباحثات لا تزال متواصلة بين «سورية الديموقراطية» وروسيا حول المساعي التي يقوم بها الجانب الروسي، للتوصل الى اتفاق مع القوات الكردية، حول نشر قوات الشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة الممتدة بين مدينة مارع وبلدة دير جمال بريف حلب الشمالي، على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة المدعومة منها. وعلم «المرصد» أن مساعي موسكو لم تنل بعد دعم «سورية الديموقراطية». وعززت روسيا محاولاتها لنشر قوات على خطوط التماس بين الأكراد وتركيا مع مواصلة أنقرة التحضير لبدء عملية عسكرية متوقعة تهدف من خلالها لاستعادة القرى التي سيطرت عليها «سورية الديموقراطية» في أواخر 2015 وأوائل العام 2016، بين مارع ودير جمال، والهجوم على منطقة عفرين. وكانت مصادر قيادية كردية نفت الأسبوع الماضي تقارير تحدثت عن اتفاق كردي – روسي متعلق بنشر قوات عسكرية روسية لتجنب الهجوم التركي، من بين شروطه انسحاب عناصر «سورية الديموقراطية» من البلدات الواقعة من مدينة مارع ومنطقة دير جمال، وتسليم إدارة المدن لمجالس مدنية بعد إخراج عناصر «سورية الديموقراطية» إلى خارج عفرين، ونشر شرطة عسكرية روسية أو شرطة مدنية تابعة للنظام في القرى والبلدات التي تسيطر عليها «سورية الديموقراطية». وقالت المصادر الكردية آنذاك إن هذه التقارير «عارية عن الصحة». وشهدت مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» في ريف حلب الشمالي وريف عفرين بالريف الشمالي الغربي لحلب انفجارات متتالية ناجمة عن قصف القوات التركية والفصائل المتحالفة معها لليوم الثاني على التوالي. وعلم «المرصد السوري» أن القصف يأتي بالتزامن مع معارك عنيفة بين «سورية الديموقراطية» من جهة والفصائل المدعومة تركياً من جهة أخرى على محاور بمحيط قرية عين دقنة، الواقعة إلى الشرق من مطار منغ العسكري، وفي محيط مرعناز بشمال المطار، في محاولة من الفصائل تحقيق تقدم على حساب «سورية الديموقراطية». كما أفاد «المرصد» بقصف فصائل عملية «درع الفرات» مواقعَ «سورية الديموقراطية» في قرية البيلونية بالريف الشمالي لحلب. كذلك استهدفت «سورية الديموقراطية» بالرشاشات الثقيلة مواقع لفصائل «درع الفرات» في قرية الدغلباش بريف مدينة الباب، ما تسبب في أضرار مادية، واندلاع نيران. وتأتي هذه الاشتباكات وسط تحضيرات من القوات التركية، بمشاركة الفصائل المتحالفة معها في ريف حلب، لبدء عمل عسكري هدفه السيطرة على المنطقة الممتدة من مارع إلى دير جمال. وتقول أنقرة أن هدفها هو إعادة عشرات آلاف النازحين إلى قراهم التي نزحوا عنها بريف حلب الشمالي. وقصفت القوات التركية أول من أمس مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» حيث استهدف القصف مناطق قراميل وحساجك والنيربية وأم حوش وتل رفعت والحصية ومرعناز وأحرض ومناطق أخرى تسيطر عليها «سورية الديموقراطية»، ما تسبب في وقوع عدد من الجرحى. وخرجت تظاهرات في عفرين التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية» في ريف حلب الشمالي الغربي شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص تنديداً بالتدخل التركي والعملية العسكرية التي تعتزم أنقرة تنفيذها ضد «سورية الديموقراطية» في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي.