يرصد السعودي عبد الرحمن الشقير «النخب النسائية الإسلامية في السعودية» على مدار 273 عاماً، من 1744 إلى 2017، في الإصدار الأخير لمركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي. وجاء الكتاب في أربعة فصول، تناول الأول «مدخل تاريخي: ثلاث موجات في صناعة النخب النسائية»، مستعرضاً النخب النسائية في الحقبة التقليدية، والمجتمع الحديث. فيما درس الفصل الثاني مرحلتين من مراحل الاحتساب والدعوة النسائية (1979 إلى 1990). فيما يتناول الفصل الثالث بروز النخب النسائية الإسلامية (1991 إلى 2017) في الرياض والحجاز والمنطقة الشرقية. أما الفصل الرابع والأخير، فتناول السلفية الجهادية النسائية. ويختتم الشقير الكتاب باستشراف لمستقبل النخب النسائية في السعودية. ويهتم الكتاب الذي جاء في 123 صفحة، بدراسة تشكيل النخب النسائية الإسلامية في المملكة، من خلال نموذج «المرأة الداعية»، التي حققت شهرة واسعة وجماهيرية ممتدة بين بنات جنسها، ومدى إسهامها في نشر الوعي الاجتماعي أو إعادة إنتاج الواقع، عبر رؤيتها للعالم، وفرض تصوراتها الدينية على المجتمع. يرى أن دخول المرأة «الداعية» لاعباً أساسياً في إدارة الأفكار في الحياة اليومية، يعني بالضرورة إنتاج نمط جديد من النخب المؤثرة في المجتمع، ومن ثم الاستحواذ على حصة من الهيمنة السياسية على أفكار الناس، من خلال توجيه المجتمع وفق رؤية هذه النخب للحياة، ووفق مرجعيتها المعرفية. وتلحظ الدراسة التي يقدمها المؤلف، أن فضاء الحركة الدعوية يشهد حالياً انحساراً كبيراً لتأثير السلفية، مقابل تأهب صعود اتجاهات دينية كانت مغيبة، مثل الصوفية والأشعرية، ما يتطلب التساؤل عن جوانب التجديد في فضاء الدعوة السلفية، وخصوصاً في دخول النخب النسائية الدعوية.