قبل زمن تصعب الإحاطة به، هبط نيزك لامع على طرف مدينة الإسكندرية واختلط مع رمال منطقة «أبو حمص»، وتحديداً بلدة «نخلة» التي تشتهر حاضراً، وللأسف، بزارعة التبغ وإنتاج نوع منه ذائع الصيت لدى مدخني النارجيلة! وقبل مئة سنة، عثر علماء الآثار البريطانيون على بقايا هذا النيزك، الذي وُصِف لاحقاً بأنه نادر، لأن خصائصه لم تتوافق مع ما يعرفه العلماء عن النيازك عالمياً. لم يكن وحيداً. إذ اكتشف المنقبون في المنطقة نفسها 4 نيازك اخرى، سمّاها علماء الآثار ال «نخليلات»، في إشارة الى إسم هذه القرية المصرية. قبل أيام قليلة، استطاع علماء في جامعة ليكستر البريطانية أن يلقوا ضوءاً جديداً على النيزك النادر لبلدة «نخلة». وبيّنوا أنه يحمل في بواطنه معلومات مهمة عن المياه في المريخ، وهو الكوكب الذي قدم منه النيزك. وأشارت التحليلات الدقيقة لهذا النيزك إلى سريان مياه في المريخ على مسافة قريبة من سطحه. ونشر العلماء بحثهم هذا في مجلة متخصصة بعلوم النيازك والكواكب السيّارة. واستخدم فريق متخصّص في جامعة ليكستر، قاده جون بريدجز وهيتش شانغلا، ميكروسكوباً إلكترونياً متطوّراً، في تفحص التراكيب الداخلية للنيزك النادر، مع محتوياتها كافة. وكذلك كشطوا طبقة رقيقة جداً، لم تزد سماكتها على 0.1 ميكرون، من النيزك نفسه، بهدف دراستها تفصيلياً. وطبقوا هذه الطريقة عينها على بقية النيازك النخلية الأربعة، التي يرجع أصلها إلى المريخ أيضاً. وجمعوا هذه المعلومات، ثم قارنوها بتلك المتوافرة لدى وكالتي الفضاء الأميركية («ناسا» NASA) والأوروبية («إيزا» ESA). وتوصلوا الى استنتاج مفاده أن المريخ عانى اصطداماً مع جرم سماوي، فحدثت فيه فوهة يتراوح قطرها بين 1 و10 كيلومترات. وتطايرت الصخور التي جاءت منها النيازك، بعد أن كانت مدفونة تحت سطح طبقة ثلجية كانت تغطي بعض مناطق المريخ. وكذلك وجدوا في نيازك «النخلة» معادن تحوي غاز الميثان في تركيبتها الكيماوية، ما يؤكد أنه كان موجوداً في غلاف المريخ الجوي. والمعلوم أن «ناسا» و«إيزا» تتعاونان لإرسال مسبار الى المريخ عام 2016 يتخصص في دراسة آثار الميثان فيه. للحصول على مزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع «جامعة ليكستر» على الإنترنت le.ac.