عيد فالنتاين ليس بعيداً. ثمة عشاق شرعوا فعلياً في الاستعداد للاحتفال به. يخطط بعض هؤلاء لهذه المناسبة بطريقة خاصة ومثيرة فعلياً. لم يبدأ هؤلاء الاستعداد ليوم فالنتاين قبل ساعات أو أيام، ولا حتى قبل أسابيع أو شهور. جرى التخطيط للقاء في «عيد العُشّاق» قبل... 12 سنة! ثمة ما يبرر الحاجة إلى هذا الوقت الطويل. إذ إن اللقاء لن يجرى على سطح الكرة الأرضية، بل على بعد ملايين الكيلومترات عنها، في غياهب الفضاء الكوني الفسيح! وعندما تمتد أيدي البشر بعضهم الى بعض بالورود الحمر والهدايا التي تخبّئ الأشواق، يجرى «لقاء» كوني بين المركبة «ستار داست» Stardust (ترجمتها «غبار النجوم»)، وبين المُذنّب الشهير «تامبل 1» Tempel 1. وبقول آخر، مع حلول 14 شباط (فبراير) ، تقترب «ستار داست» من مُذنّب «تامبل 1» فلا يعود يفصلهما سوى 200 كيلومتر. وترافقه لبعض الوقت. بدأت التحضيرات الأخيرة لهذا الحدث في 7 شباط، الذي صادف ذكرى مرور 12 سنة على إطلاق مركبة «ستار داست»، التي تحمل معدات مختصة بالتصوير الفضائي، وأخرى لدراسة الأجرام السماوية ومسحها، إضافة الى أدوات لالتقاط الغبار الكثيف الذي يتساقط باستمرار من المُذنّب مكوّناً «ذيلاً» طويلاً. وفي 7 شباط أشعل خبراء «وكالة الفضاء والطيران الأميركية» («ناسا»)، من مركزهم في «مختبر الدفع النفّاث» في «باسادينا» في ولاية كاليفورنيا، صاروخاً في «ستار داست»، كي تُعدّل مسارها، وتتجه صوب «تامبل 1». وفي نصف دقيقة، استهلك الصاروخ وقوداً بلغ وزنه 69 غراماً، فعدّل سرعة هذه المركبة بمعدل نصف كيلومتر في الساعة. وليست هذه المرّة الأولى التي تقترب فيها مركبة فضاء من «تامبل 1»، إذ سبق لمركبة «ديب إمباكت» Deep Impact أن اقتربت منه (بل قصفته نووياً) في 1 أيار (يوليو) 2005. لذا، تتضمن مهمات «ستار داست» ان تستعمل كاميراتها الرقمية القوية لتصوير السطح الذي قصفته «ديب إمباكت»، إضافة إلى دراسة التركيب الجيولوجي لسطحه باستخدام مجسات مختصّة. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى الموقع الذي خصصته وكالة «ناسا» لمركبة «ستار داست» stardustnext.jpl.nasa.gov.