مع انطلاق فعاليات ملتقى الحرف والصناعات اليدوية، الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل ممثلة بإدارة الخدمات الاجتماعية أول من أمس، ولمدة ثمانية أيام في المركز الثقافي بالفناتير بمدينة الجبيل الصناعية، شهدت سوق الحرف إقبالاً متزايداً من أهالي الجبيل وزوارها، وأبدى العديد من الزوار من كبار السن ومختلف الثقافات والجنسيات إعجابهم الشديد بما شاهدوه من حرف وصناعات يدوية متنوعة. ويشارك في الملتقى نخبة من الحرفيين والحرفيات يمثلون مناطق ومحافظات المملكة، وتعكس مشاركاتهم تراث مناطق المملكة وطبيعتها، وهو ما سيسهم بدوره في تطوير الفعاليات والمناشط وتحقيق أهدافها في تفعيل الحراك السياحي والاقتصادي. «الحياة» تجولت في أروقة ملتقى الحرف والصناعات اليدوية، والتقت عدداً من الحرفيين المشاركين، وقالت رئيسة مركز إبداع المرأة السعودية الحرفية عائشة الشبيلي المشاركة في الملتقى، إن المركز تأسس العام 1429ه، ويعد المركز المهني الأول في المملكة في مجال تصنيع الأثاث، كالنجارة والتنجيد بأيدي سعوديات والأسر المنتجة، وتأتي مشاركة المركز في الملتقى لعرض حرفة «تصميم وتصنيع الأثاث» التي تعتمد على الابتكار والجودة، وتقوم عليها سعوديات ماهرات. وتعمل الشبيلي منذ 17 عاماً في مجال تصميم وتصنيع الأثاث والديكور والخياطة، وأطلقت دورات مجانية لتدريب 500 فتاة في مختلف محافظات منطقة جازان، وتأهيلهن لسوق العمل. كما نالت الشبيلي عدداً من الجوائز، منها جائزة أجفند العالمية عام 2015 على مستوى الأفراد عالمياً لمكافحة البطالة وسط الشباب، وجائزة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله العالمية لريادة الأعمال لأفضل ابتكار في المسؤولية الاجتماعية، وتشغل حالياً رئيسة لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية بجازان. وعن صناعة «المشالح»، أوضح الحرفي سلمان الحمد المشارك في ملتقى الحرف والصناعات اليدوية، أنه يمارس مهنة وحرفة «صناعة المشالح» منذ 35 عاماً، مشيراً إلى أنه تعلم هذه المهنة من الأهل. وتطرق الحمد إلى خطوات صناعة المشالح وأنها تتكون من خياطة القماش وعمل الكلافة المطرزة، وتمر بخمس مراحل، وهي الهيلة والطوق والبروج والمكسر، ولكل تطريزة شخص مختص بها. داعياً إلى اقتناء البشت الأحسائي المصنع يدوياً، لأنه يمتاز عن غيره من المصنع المستورد. وقال الحرفي في مجال النقش والزخرفة على الخشب خالد درويش، إنه يفتخر ويعتز بهذه الحرفة، ويسعى لإبرازها في كل الفعاليات المهتمة بإبراز التراث، مشيراً إلى أنه يمارس المهنة منذ 17 عاماً، وأنه اكتسب المهنة من خلال شغفه بها وتعلمها من بعض أصدقائه من مدينة الأحساء. وبيّن أنه يصنع وينتج من هذه الحرفة المنتجات الخشبية مثل الأبواب والصناديق المزخرفة، موضحاً أن أدوات الحرفة تتمثل في الخشب والمسامير والمزلاق والأزاميل والأدوات الهندسية للنقش والزخرفة. وفي حديثها ل«الحياة»، تقول نورة محيسني من جمعية حرفة النسائية، إن الجمعية تأسست عام 2008 بمنطقة القصيم، وتهتم بالتراث والمحافظة عليه، وتشمل صناعة السدو والتطريز والديكوباج والرسم والرسم على الزجاج والحرق على الأخشاب. وفي ما يتعلق بحرفة «صناعة السفرة»، تقول محيسني إنها تربط بين السعف والتطريز مع بعضهما بأشكال تتماشى مع تراث منطقة القصيم لإنتاج هذه المنتجات، وتستغرق صناعتها شهراً كاملاً. وعن أسعار هذه السفرة، قالت إنها تراوح بين 150 و300 ريال، لافتة إلى أنها شاركت في مهرجان الجنادرية إضافة إلى عدد من المهرجانات في الداخل، وتفخر حرفيات جمعية حرفة بوصول منتجاتهن إلى لندن وواشنطن. وعن صناعة «الورق من سعف النخيل»، قالت المشاركة في الملتقى حنين الثنيان من جمعية رعاية الطفولة والأمومة البحرينية، إن حرفة صناعة الورق تبدأ بطحن وتجفيف سعف النخل وطبخه مدة 8 ساعات، ويضاف إليه بعض المواد ليصبح جاهزاً لصناعة الدفاتر والبطاقات والبراويز. وأكدت الثنيان أن الجمعية تأسست عام 1991 كأول جمعية نسائية في البحرين برئاسة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، ولها عدد من المشاركات في الملتقيات داخل السعودية وعلى مستوى الخليج والوطن العربي. يذكر أن ملتقى الحرف يهدف إلى دعم وتفعيل قطاع الحرف والصناعات اليدوية باعتبارها إرثاً وطنياً غالياً، ودعماً وتشجيعاً للأسر المنتجة، كما أن الفعاليات المصاحبة للملتقى تجمع بين الفائدة، وإكساب الخبرات، والمتعة والترفيه، والتشويق لأهالي وزوار مدينة الجبيل الصناعية.