رأت كتلة «المستقبل» النيابية اللبنانية ان «الذكرى السادسة للجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت بلدنا وزلزلت كيانه، وأدت إلى استشهاد قائد مسيرة البناء والنهوض الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، تحل هذه السنة وهي محاطة بكل انواع التحديات الصعبة، لجمهورالشهداء اللبنانيين وللقيادات التي تولت وتتولى النضال والدفاع عن الثوابت الوطنية الأساسية كي لا يعاد اغتيال رفيق الحريري وتذهب دماؤه ودماءُ رفاقه شهداء ثورة الأرز وتضحياتُهم هدْراً، ويستمرّ لبنان بلداً للإفلات من العدالة». واعتبرت الكتلة في بيان اصدرته عقب اجتماعها الأسبوعي بعد ظهر امس في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ان لبنان، يقف هذه السنة على مفترق أساسي تُطرح أمامه جملةٌ من التحديات ينبغي العمل على توحيد الجهود لمواجهتها من أجل «استمرار لبنان وطناً عربياً، سيداً، حراً، مستقلاً، آمناً ومستقراً ومتمسكاً بنظامه الديموقراطي الذي يغنيه تنوعه وذلك في مقابل الضغوط التي تدفع به إلى أن يكون نظاماً شمولياً أو ثيوقراطياً، تتحكم به وصايات تُفرض عليه من الخارج لتُحصيَ عليه أنفاسه، والمُضيّ باتجاه نهوض الدولة واحترام الدستور والنضج الديموقراطي، بدلاً من العودة إلى لغة السلاح وإرهاب المسلَّحين، والانتخابات المشوهة، والتمثيل المسروق، وأن يستمرّ لبنان بلداً مُسانداً للقضايا العربية ومدافعاً عنها وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، لا أن يستمر ساحة وحيدةً للصراع والحروب عن العرب وباسم العرب والمسلمين ويتم اقحامه في أحيان كثيرة لخوض حروب الغير بالنيابة عن آخرين ويدفع بالتالي العزيز والغالي من دماء وأرواح أبنائه ومستقبل أجياله من دون تقديرٍ للعواقب، ومن دون تحقيقٍ للنتائج المعلنة». وتوجهت الكتلة إلى اللبنانيين بالقول: «إننا على العهد باقون ولو كره الكارهون أو تراجع بعض المنقلبين، نرفع راية العيش الواحد، الإسلامي المسيحي، وراية الاعتدال والاستقرار، ونناصر الدولة القوية، العادلة ذات السيادة على أرضها والتي تمثل وتعمل لكل اللبنانيين مقيمين ومغتربين، مسلمين ومسيحيين». مؤكدة ان «دماء شهيدنا الكبير ورفاقه الشهداء الأبطال في ثورة الارز لن تذهب هدراً وستظل نبراساً وهدياً لنا ولشعب لبنان وشباب انتفاضة الرابع عشر من آذار». واذ لفتت الكتلة الى انها استعرضت التطورات والمواقف ونتيجة الاتصالات المواكبة لتشكيل الحكومة الجديدة، و «ما يكتنفها من شروط ومواقف مستكبرة ومتجاهلة في شكل مخالف تماماً لكل الأفكار، التي لطالما نادى بها الفريق الآخر وعطل مصالح البلاد والعباد من أجل اعتمادها»، رأت ان هذه «المواقف الاستعلائية الاستفزازية لا تساعد على قيام حكومة تدفع البلاد إلى الأمام، بل تسهم في التأسيس لتعميق الهوة بين اللبنانيين ولقيام حكومة ثأرية ذات لون واحد». لكن الكتلة، «وانسجاماً منها مع نفسها وجمهورها بادرت إلى إبداء وجهة نظرها بكل وضوح وهي وحلفاؤها في 14 آذار ما تزال تنتظر أجوبة واضحة ونهائية عن أسئلتها من الرئيس المكلف قبل أن تقرر موقفها النهائي». وتوقفت الكتلة أمام التطورات والأحداث «الخطيرة والمهمة التي تشهدها الشقيقة الكبرى مصر والمواقف المتداخلة في شأنها، وانطلاقاً من العلاقات التاريخية بين لبنان ومصر على مختلف المستويات»، شددت على ان «جمهورية مصر العربية، وشعب مصر العربي، عودونا على أنهم كانوا ويستمرون طليعة الأمة العربية، بصعودهم ترتقي وتشمخُ أمتنا العربية، وبتراجعهم تتراجع أحوالنا. ولهذا فان مصر وشعبها الحر الأبي الأصيل، الذي صنع الاستقلال والتحرير والثورة والتطوير، ليسوا في حاجة لمن يشير عليهم بما يجب أن يكونوا عليه وبما يريدون اتخاذه من قرارات». ورأت ان «التدخلات من اية جهة كانت، في الشرق أو في الغرب، ومحاولات الدخول على خط التطورات المصرية الأخيرة وإعطاء التوجيهات والنصائح هي محاولات تجاوزتها مصر وتُثبتُ الأحداث والوقائع وستثبت الأيام القادمة أن التجربة المصرية السابقة والحالية إنما هي نتاج مصري خالص يستشعر عمق الإحساس العربي ويقود وجدان الأمة إلى الأمام نحو التغيير والتطوير والعودة للعب دور مصر العربي الطليعي». واعتبرت ان تطلع شعب مصر وشبابها للإصلاح والتطوير والإنماء، يجب أن «تُفتح أمامه كلُّ السُبُل والآليات، لكي تعود مصر بشبابُها ونُخَبُها، إلى ممارسة دورها المفتقد والذي لا يعوض على الساحتين العربية والدولية». وأضاف البيان ان الكتلة التي «تمسكت في لبنان بكل ما يعنيه وتتمسك بمبدأ تداول السلطة، عبر الطرق الدستورية والديموقراطية، تتمنى للإخوة المصريين، ما تتمناه لنفسها وللبنان، من تحقيق عملية تداول السلطة ضمن الأساليب الديموقراطية السلمية». وفي المواقف استبعد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم حكومة الرئيس ميقاتي اذا كانت من لون واحد. واعتبر في حديث الى «المركزية» أن مشاركة قوى 14 آذار في الحكومة أو عدمها رهن الجواب اليقين لدى الرئيس المكلف سلباً أو ايجاباً، وقال: «حتى الآن الأجوبة التي تلقيناها على الثوابت التي أطلقتها كتلة المستقبل خلال الإستشارات النيابية سلبية ولا توحي بالرغبة في مشاركة قوى 14 آذار. ولكن اذا غيّر الرئيس ميقاتي رأيه في هذا الموضوع فيمكن إعادة البحث والتشاور معه من جديد». وعن كلام الرئيس نبيه بري عن أن ولادة الحكومة ستكون هذا الأسبوع، لفت حوري الى أن «من يشكل الحكومة هو الرئيس ميقاتي، وبالتالي هو صاحب الحق في التحدث عن هذا الموضوع». وعما اذا كان من اتصال مباشر بين «تيار المستقبل» والرئيس المكلف أوضح أن الرئيس أمين الجميل وفي مشاوراته مع الرئيس ميقاتي «يمثلنا ويتحدث باسم كل قوى 14 آذار وكلامه أمس يؤكد أن المفاوضات وصلت الى حائط مسدود، وبالتالي نحن نتجه الى المعارضة وليس المشاركة في الحكومة» «14 آذار» وكانت قوى 14 آذار استعرضت في اجتماع مصغر عقدته في «بيت الوسط» ليل اول من أمس، «نتائج المبادرة التي قامت بها قياداتها بالتنسيق والتضامن في ما بينها لبحث موقف الرئيس المكلف من ثوابتها واستعداد الحكومة العتيدة لتبنّيها بصفتها الضمانة الوحيدة لحماية الثوابت التي يتمسك بها اللبنانيون والترجمة الفعلية لإرادة الشراكة الحقيقية»، مؤكدة أنه «يعود للرئيس المكلف إعلان موقفه النهائي منها». وأعلنت في بيان لمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري عن «إحياء ذكرى جميع شهداء ثورة الأرز» عصر الاثنين المقبل في قاعة «بيال» في بيروت، ودعت «جميع اللبنانيين إلى استذكار أرواح الشهداء في الساعة 12:55 من اليوم نفسه، ورفع الصلوات كل على طريقته». وأكدت «التزامها الثوابت التي قامت عليها ثورة الأرز وفي مقدمها التمسّك باستقلال لبنان وسيادته وحريته وبمطلب معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة في جرائم الإغتيال الإرهابية التي تعرّضت لها قيادات لبنان السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية ودعم عمل المحكمة الخاصة بلبنان لتحقيق هذا الهدف».