الإسراف في تناول الطعام سلوك متهور قد لا يمر على خير من الناحية الصحية، خصوصاً لدى مرضى القلب. إن تناول وجبة طعام كبيرة لا يسبب عبئاً على جهاز الهضم وحسب، بل أيضاً على أهم عضو حيوي ألا وهو القلب، ما قد يساهم في زيادة احتمال وقوع نوبة قلبية عقب الانتهاء من الوجبة. وعلى هذا الصعيد، سبق لدراسة بريطانية كُشفت تفاصيلها في اجتماع جمعية القلب الأميركية العلمية في مدينة نيواوليانز بقيادة الدكتور فرانسيسكو لوبيز خومينيز وشملت حوالى 2000 شخص أصيبوا بنوبة قلبية، أن بينت أن هؤلاء أصيبوا بالنوبة بعد ساعتين من تناول وجبة طعام عامرة. أما عن السبب الذي يجعل التخمة ضارة بالقلب يقول ديفيد بيرو أستاذ الأمراض الهضمية في كلية طب فيرجينيا إنه عقب تناول الطعام يعمل القلب في شكل أسرع وأقوى لهضم الغذاء، وكلما تمت المبالغة في تناول الأكل زاد العبء على القلب، الأمر الذي يخلق مشكلة عند من لديه احتمالات مرتفعة للإصابة بالنوبة القلبية. ولا تشكل الوجبة العارمة بالدسم عبئاً ليس على القلب وحسب بل على الأوعية الدموية أيضاً، فقد أشارت دراسة إلى أن وظائف هذه الأوعية تتعرض إلى الخلل طوال ساعات بعد استهلاك وجبة تعج بالدهون، وأن هذا الخلل يصل إلى القمة في غضون أربع ساعات من تناول الوجبة، وفي حال توالي استهلاك الوجبات العالية الدسم فإنها تترك آثاراً سلبية تراكمية تمهد الطريق لاستيطان تصلب الشرايين الذي يعد الشرارة التي تقدح زناد الأزمات القلبية الوعائية. وتفيد الدراسة التي سبق أن نشرت في المجلة الأوروبية للفيزيولوجيا التطبيقية بأن الوجبات التي تحوي كمية كبيرة من الدهون تقلل من قدرة الأوعية الدموية على التوسع والانقباض استجابة لتدفق الدم.