رأت الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا أن اطلاق ايران صاروخاً يمكنه حمل قمر اصطناعي يشكّل «خطوة تهديدية واستفزازية» تتنافى مع القرار 2231 الذي أقرّه مجلس الأمن ويصادق على الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وشكت الدول الأربع، في رسالة وجّهتها الى المجلس، من ان صاروخ «سيمرغ» الايراني القادر على حمل أقمار اصطناعية سيكون له مدى و»قدرة حمولة كافية لحمل رؤوس حربية نووية»، اذا استُخدم بوصفه صاروخاً باليستياً. واعتبرت ان ذلك «لا يتّسق» مع القرار 2231، والذي حضّ طهران على «الامتناع عن القيام بأي نشاط مرتبط بصواريخ باليستية مُصمّمة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية». وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أقرّ بأنه والرئيس دونالد ترامب مختلفان في شأن الاتفاق النووي. وقال: «لدينا اختلافات في الرؤى في شأن أمور مثل للاتفاق وكيف علينا استغلاله». وأضاف أن واشنطن يمكنها «تمزيق (الاتفاق) والانسحاب منه»، أو مواصلة التزامها به وتحميل طهران مسؤولية التقيّد بشروطه، والتي لفت الى أنها تلزمها ب «حسن الجوار». وعلق الوزير على ترجيح ترامب الشهر الماضي اعتبار إيران «غير ملتزمة» الاتفاق، في المراجعة الأميركية المقبلة في تشرين الأول (أكتوبر)، قائلاً: «هناك طرق بديلة كثيرة تمكّننا من استغلال الاتفاق للنهوض بسياساتنا وعلاقتنا مع إيران، وهذا ما يدور في شأنه النقاش في شكل عام مع الرئيس أيضاً». وأقرّ بأن الولاياتالمتحدة مقيّدة في ما يتعلّق بمدى قدرتها على ممارسة ضغط أحادي على إيران، وزاد: «الضغط الأكبر الذي يمكننا أن نمارسه على إيران لتغيير سلوكها، هو الضغط الجماعي». في المقابل، اعتبر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن سياسة إدارة ترامب تفتقر الى «الذكاء والمبادرة»، واتهم واشنطن بانتهاج سياسة «إذلال» الدول المعارضة لها. وقال ان الاتفاق النووي «لم يخفّض عداء أميركا لإيران وشعبها»، مضيفاً: «تنتهج السياسة الخارجية الأميركية سياسة الضغط والهيمنة من اجل تركيع الدول المعارضة لواشنطن وإذلالها، وتستخدم في هذا المسار كل أدواتها الشيطانية اللامشروعة». ورأى شمخاني ان سياسة ادارة ترامب «تفتقر الى الذكاء والمبادرة»، معتبراً أن ذلك يشكّل «فرصة لديبلوماسية» طهران. وشدد على ان «فرض عقوبات على أفراد وشركات في إيران لا يؤثّر في مسارات تنميتها وتطورها»، وتابع: «تسعى الإدارة الأميركية الى الخروج من الاتفاق النووي، ولكن على حساب ايران التي لن تقدّم فرصة من هذا النوع». واستدرك أن «ذلك لا يعني اننا سنعمل من اجل الحفاظ على الاتفاق بأي ثمن».