أكدت هيئة المساحة الجيولوجية أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة بمدينة العيص في انخفاض مستمر من حيث العدد والقوة، إذ سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي عدداً من الهزات الضعيفة بلغ أقصاها 2.8 درجة خلال اليومين الماضيين، فيما قال مدير إدارة الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة اللواء صالح المهوس ل «الحياة» «إن الوضع لم يرجع إلى طبيعته، ولكن الهزات بدأت تتقلص». وأوضحت هيئة المساحة في بيان لها أمس، أنها لم ترصد أي أبخرة بركانية، مع استمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، ووجود انخفاض طفيف في قيم غاز الرادون في المياه الجوفية، كما لم يلاحظ وجود أي اتساع في الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة. وكشف المهوس أنه لم يصدر قرار برجوع المواطنين إلى مدينة العيص، حرصاً على سلامتهم، وحتى يتم التأكد من تلاشي الهزات تماماً، واستقرار الوضع وأمنه، لافتاً إلى أنه يسمح لبعض أهالي العيص بالذهاب إليها ساعتين يومياً، لأغراض عدة منها رعي الغنم، أو سقي المزارع، مع تسجيل أسماء المواطنين ومواعيد دخولهم وخروجهم من العيص. وطالب المهوس من الأهالي عدم الاستعجال في العودة، حتى تصدر الجهات المختصة قرارها بذلك، حرصاً على حياتهم وحياة أسرهم. وفي سياق تداعيات هزات العيص على المستوى الأكاديمي تنظم جامعة طيبة في المدينةالمنورة مساء اليوم (الثلثاء) بالتعاون مع الجمعية الجغرافية السعودية لقاءً علمياً بعنوان «زلازل محافظة العيص...دروس وعبر»، يحاضر فيها عدد من أبرز الأكاديميين السعوديين في هذا المجال، إلى جانب اللواء المهوس. وقال مدير الجامعة الدكتور منصور بن محمد النزهة: «إن الجامعة تتابع باهتمام بالغ ما يحدث في مدينة العيص والقرى التابعة لها، إضافة إلى الهزات الارتدادية التي طاولت منطقة المدينةالمنورة»، مؤكداً أن الجامعة تسعى إلى حشد طاقمها الأكاديمي بالتعاون مع إمارة المنطقة والدفاع المدني وأمانة المدينة، لدراسة ظاهرة الزلازل والبراكين وما يصاحبها من أعراض جانبية مثل ارتفاع منسوب المياه الجوفية وغيرها. أما في أملج فألقت الهزات الأرضية التي شهدتها المدينة، بظلالها على التصميمات المستقبلية للمباني، إذ عممت بلدية المنطقة على جميع الدوائر الحكومية والمكاتب الهندسية العاملة في المحافظة مراعاة التغيرات الجيولوجية الحاصلة في المنطقة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة أثناء تصميم المباني. وأوضح رئيس بلدية أملج المهندس محمد بن راشد العطوي أن توصيات عدة صدرت في هذا الشأن، منها: اتباع الدليل الإنشائي لحساب الأحمال الزلزالية، واشتراطات تصميم الأنظمة الإنشائية للمباني في السعودية المعتمد من وزارة الشؤون البلدية والقروية، للاحتياط من الزلازل، إضافة إلى العناية بالدراسات الإنشائية والتنفيذ والإشراف، وعدم استعمال المنشآت إلا لما صممت له. وعن المباني الموجودة حالياً أكد أن جميع المباني الحكومية والمدارس آمنة لتوافر الشروط السابقة فيها، مفيداً أن لجنة ميدانية تتأكد من سلامة مباني المواطنين الموجودة حالياً كإجراء احترازي. وأوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة أملج ناجي المرواني أن المجلس يؤيد ما تعمله البلدية وما تتخذ من إجراءات احترازية حيال تصاميم المباني المقاومة للزلازل، حرصاً على سلامة المواطنين.