اللقاء بجموع المعزين له طعم خاص، مذاقه ممزوج بالحزن والفخر، فبحضورهم تشعر بالإجلال والاحترام لتضحيات شهدائنا التي تصنع حاضرنا الجميل وترسم الطريق لمستقبل الأمة، كي تسير رافعة الرأس شامخة أمام ثلة مارقة إرهابية لا تريد خيراً بالوطن الذي أعطاهم وعزهم. بهذا الكلمات بدأ عم الشهيد «مهدي اليامي»، ضيف الله آل عبية اليامي كلماته، وذلك عند استقبالهم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز في مقر العزاء بمدينة الدمام. وشكر آل عبية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ونائبه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومقدماً شكره للأمير سعود بن نايف على مشاركتهم العزاء ومواساته لهم. من جانبه، قال ظافر بن سعيد آل عبية اليامي «الشقيق الأكبر» للشهيد: «كل من شارك وحضر في تقديم واجب العزاء والصلاة على الشهيد «مهدي» إخوان لمهدي، وليست عائلته فقط، فالكل شاهد الحضور في الصلاة والمقبرة، جميع أفراد المجتمع شاركوا من كل قبيلة ومدينة، وإن من أقدم على استهداف مهدي أُناس مارقون تدعمهم دول لا تبحث إلا عن إسقاط كلمة وراية التوحيد في بلد الحرمين الشريفين، التي هي بعيدة عن أمانيهم بُعد السماء عن الأرض، ما دام هناك رجال يضحون بأنفسهم للوقوف في وجه الإرهاب، ونسأل الله العلي العظيم أن يعز دولتنا وحكامنا لخدمة الحرمين الشريفين وأبناء المملكة والعرب والمسلمين كافة، وإننا على يقين أن دم ابننا الشهيد «مهدي» لن يذهب سداً، وستقتص دولتنا من كل من تسول له نفسه العبث بأمن ومقدرات هذا الوطن الشامخ». إلى ذلك، نقل أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف أمس (الثلثاء) تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لذوي الشهيد الرقيب مهدي بن سعيد اليامي، الذي استشهد أثناء أدائه لمهمات عمله في حي المسورة بمحافظة القطيف، إثر تعرض دوريته وزملائه لمقذوف متفجر. وأعرب عن صادق التعازي والمواساة لذوي الفقيد، سائلاً الله له المغفرة والرحمة ولذويه الصبر والسلوان، مؤكداً تقدير القيادة لتضحيات رجال الأمن من جميع القطاعات وفي المواقع كافة، وأن رجال الأمن يبذلون جهوداً عظيمة لدحر هذه الفئة التي تجاوزت الشرع والأنظمة والأعراف، وروعت الآمنين وخوفتهم، وتمادت في غيها، وهي بإذن الله إلى زوال، منوهاً بشجاعة وبسالة الشهيد مهدي وعزيمته وإصراره على الدفاع عن الوطن على رغم تعرضه لإصابتين سابقتين، إلا أنه أصر وعاد لميدان العز والكرامة مع زملائه لأداء واجبهم.