قال مسؤول كردي إن «قوات سورية الديموقراطية» على وشك تحقيق السيطرة الكاملة على الأحياء الجنوبية لمدينة الرقة، معقل «تنظيم داعش» في سورية. في موازاة ذلك، أفاد «التحالف الدولي» الذي تقوده الولاياتالمتحدة بأن عناصر «سورية الديموقراطية» الذين يتقدمون من الشرق أصبحوا على مسافة 300 متر من العناصر الذين يتقدمون من ناحية الغرب. وذكر ناطق باسم التحالف أن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة تحقق «مكاسب ثابتة» يومياً. وبدأت «سورية الديموقراطية» حملة في مطلع حزيران (يونيو) لانتزاع الرقة. وتزامن الهجوم على الرقة، مع حملة لطرد عناصره من مدينة الموصل العراقية حيث لحقت الهزيمة بالتنظيم الشهر الماضي. وقال المسؤول الكردي ل «رويترز» إن عدداً قليلاً من الشوارع التي تدور فيها اشتباكات ما زال يفصل بين عناصر «سورية الديموقراطية» المتقدمين من الشرق ومن الغرب. وستحرم السيطرة الكاملة على المناطق الجنوبية التنظيم من آخر طريق يؤدي إلى نهر الفرات الذي يقع إلى الجنوب من الرقة. وزاد المسؤول «هناك مقاومة شرسة من داعش لذا لا يمكننا تحديد متى سننتزع (السيطرة الكاملة) على وجه التحديد. تم تحرير نحو 90 في المئة من الأحياء الجنوبية». وأشار الناطق باسم التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة إلى أن عناصر «سورية الديموقراطية» انتزعوا أيضًا نحو عشرة كيلومترات مربعة من الأراضي من «داعش» شمال الرقة خلال اليومين الماضيين. وتابع الكولونيل رايان ديلون رداً على أسئلة أرسلتها له رويترز بالبريد الإلكتروني «شهدنا دفاعاً أقل تماسكاً لداعش في الرقة عنه في الموصل. لا يزال داعش يستخدم السيارات الملغومة والشراك الخداعية والمدنيين للاختباء وراءهم لكن عجزه عن التصدي للتقدم المتعدد لقوات سورية الديموقراطية واضح». إلى ذلك، أطلقت منظمة الصحة العالمية مناشدة لتقديم 20 مليون دولار لمواجهة الأزمة في شمال شرقي سورية، ووصفت الوضع في الرقة بأنه «يثير القلق على نحو خاص»، مشيرة إلى شح المواد الغذائية داخل الرقة مع إغلاق الأسواق التجارية أبوابها، ما دفع السكان الى الاعتماد في شكل كامل على مخزونهم المتضائل مع استمرار المعارك. وذكرت، إلى جانب منظمات إنسانية أخرى، في اطار مبادرة «ريتش» في بيان تقييمي أنه «فيما كان السكان في الأسابيع الماضية قادرين على شراء بعض الأطعمة من الأسواق... باتوا يعتمدون حالياً وفي شكل كامل على الغذاء المخزن لديهم خلال الأسابيع السابقة». وحذرت من أن إمكان الوصول إلى الغذاء بات صعباً للغاية، موضحة أن «أسواق المواد الغذائية التي كانت تعمل في شكل متقطع قبل ثلاثة اسابيع، لم تعد قيد الخدمة في شكل عام». ولم يعد الخبز متوافراً بانتظام في أي من احياء مدينة الرقة. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية، ما أجبر السكان على تناول وجبات محدودة أو الامتناع عن ذلك بالكامل، وفق بيان صادر عن المبادرة. وأفادت منظمة الصحة بأنه تم إغلاق المستشفى الرئيسي بالرقة ومنشآت أخرى كثيرة للرعاية الصحية بسبب الضربات الجوية. وتعاني المنشآت التي لا تزال تعمل من نقص حاد في الأدوية والإمدادات والمعدات. وزادت: «الماء والكهرباء ليسا متوافرين إلا على فترات متقطعة». وذكرت المنظمة أن المدنيين غير قادرين على التحرك بحرية بسبب قيود على التنقل والأمن فرضها «داعش». ونقلت منظمة «أطباء بلا حدود» تقارير عن محاصرة أعداد كبيرة من المرضى والجرحى داخل الرقة «في ظل رعاية طبية شحيحة أو منعدمة وفرص ضئيلة في الفرار من المدينة». وتقدر الأممالمتحدة ان عدد السكان المتبقين داخل مدينة الرقة يراوح بين عشرين الفاً وخمسين الفاً. في حين ذكرت مبادرة «ريتش» أن العدد لا يتجاوز عشرة آلاف شخص. وقالت إن 14 حياً في المدينة بات مهجوراً أو شبه مهجور.