دخلت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة للمرّة الأولى الأحد مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش»، من جهة الجنوب بعد عبورها نهر الفرات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. واستمرت الاشتباكات العنيفة في المنطقة الواقعة بين غرب سوق الهال وشرق حي هشام بن عبد الملك في القسم الجنوبي من الرقة، بمحاذاة الضفاف الشمالية لنهر الفرات بين «قوات سورية الديموقراطية» التي تقود عملية «غضب الفرات» وبين تنظيم «داعش»، وذلك ضمن استمرار محاولتها تحقيق تقدم جديد والتوغل نحو عمق مدينة الرقة. وكان «المرصد السوري» نشر ليل أول من أمس أن «قوات سورية الديموقراطية التي تقود عملية «غضب الفرات» تمكنت من تحقيق تقدم بعد قتال دام لساعات مع تنظيم «داعش» وسيطرت على سوق الهال وباتت على تماس مع حي هشام بن عبد الملك، الذي يعد الحي الأول بجنوب مدينة الرقة والمحاذي للضفة الشمالية لنهر الفرات. وتزامن ذلك مع سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» على مزيد من المواقع في حي الصناعة وبقاء الجزء المحاذي للمدينة القديمة من الحي مع عناصر التنظيم. وضيّقت «قوات سورية الديموقراطية» الخناق خلال الأشهر الأخيرة على معقل تنظيم «داعش» في شمال سورية، ودخلت شرق المدينة وغربها للمرّة الأولى الشهر الفائت. وقطعت «القوّات» المؤلفة من فصائل كردية وعربية الخميس المنفذَ الأخير المتبقّي ل «داعش» من جنوب مدينة الرقة، لتُحاصر بذلك العناصر المتطرفة بالكامل. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أول من أمس، أن «قوات سورية الديموقراطية» دخلت جنوب مدينة الرقة «للمرة الأولى وسيطرت على سوق الهال». وأوضح أنّ «السوق تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية في شكل كامل، فيما يشنّ تنظيم داعش هجمات مضادة» لاستعادته. وأعلنت «قوّات سورية الديموقراطية» بدورها الأحد السيطرة على سوق الهال. وكانت عناصر «القوّات» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضدّ تنظيم «داعش» قد تمكنت من دخول مدينة الرقّة للمرة الأولى في 6 حزيران (يونيو) الفائت. ونجحت منذ ذلك الوقت في طرد التنظيم من مناطق في شرق المدينة وغربها، لكنّها تواجه مقاومةً عنيفة من عناصر التنظيم المتطرف أثناء توغّلها إلى وسط المدينة. واندلعت الأحد معارك بين «قوات سورية الديموقراطية» وعناصر «داعش» في حي الصناعة في شرق الرقة. واستعادت «قوات سورية الديموقراطية» السيطرة على هذا الحيّ قبل نحو أسبوع بعد دخولها المدينة، لكنّ عناصر «داعش» سيطروا عليه مجدداً الجمعة إثر سلسلة اعتداءات. ويكتسب حيّ الصناعة أهمية استراتيجيّة بالنسبة إلى «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» على السواء، لوقوعه عند مدخل وسط المدينة حيث التحصينات الرئيسية للتنظيم المتطرف.