على وقع التقدم الذي تحرزه قوات سورية الديمقراطية «قسد» المدعومة أميركيًّا في مدينة الرقة السورية، لملاحقة عناصر تنظيم داعش المتشدد في آخر معقل لهم بالبلاد، يتصاعد الحديث في الوقت الراهن حول الجهة التي ستدير المدينة من الناحية السياسية والأمنية، في وقت تقول روسيا إنها ستدعم قوات النظام السوري جوا، في حال وجود رغبة لتحرير مدينة دير الزور من عناصر التنظيم المتشدد. وترى تقارير أن عناصر داعش تخطط للانتقال من مدينة الرقة إلى دير الزور، بعد أن ضيقت الميليشيات الكردية الخناق عليهم، وذلك بالتزامن مع خسارتهم الأراضي التي كانوا يسطرون عليها في الموصل العراقية. إجلاء القيادات قالت بعض المصادر الكردية، إن قادة داعش تم إجلاؤهم من الرقة قبل بدء الهجوم عليها، وذلك لعلمهم بعدم قدرتهم على مقاومة الزحف الكردي المدعوم من الولاياتالمتحدة باتجاه الرقة، وأن الأعداد المتبقية داخل المدينة تتوزع بين الانتحاريين والمدنيين المحاصرين فقط. وبحسب المصادر الميدانية، فإن الموقع البديل المتبقي ل»داعش» بعد الرقة هي مدينة دير الزور التي تسيطر عناصره على 60% منها، وتسيطر قوات النظام على النسبة المتبقية، في وقت يشكل العرب غالبية سكانها، بعكس الرقة التي تحتضن بعض الأكراد، وهو ما يعرقل الميليشيات الكردية، بحكم عدم وجود قاعدة شعبية حاضنة لهم.
خطط مرسومة يرى مراقبون أن التنظيمات المتشددة باتت تتحرك وفق قواعد ميدانية مرسومة لها، إذ ما تفتأ قوات النظام والموالية لها، من تحرير مدينة حتى ينتقل المتشددون إلى مدينة أخرى، وذلك في وقت تقول روسيا إنه لا حاجة لتحرير دير الزور من قبضة المتشددين، رغم تمركزهم فيها. وتشير تقارير إلى أن دواعش الموصل فروا منها باتجاه مدينة الرقة السورية، فيما ترى تقارير أخرى أن جل القيادات الكبيرة في التنظيم أصبحت تتمركز في دير الزور، فضلا عن فرار عشرات المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى حول العالم. تقدم ميداني تواصل قوات «قسد» الكردية، المدعومة أميركيًّا، خوض معاركها باتجاه قلب مدينة الرقة، والسيطرة على طريق سيف الدولة الإستراتيجي المؤدي إلى الجامع القديم. وحققت الميليشيا الكردية، أول من أمس، تقدما داخل أحياء المدينة القديمة في الرقة، غداة تمكنها من اختراق سور الرافقة بدعم من التحالف الدولي، في وقت دارت معارك عنيفة في المدينة القديمة منذ الثلاثاء الماضي، رغم تصدي الدواعش لهذا التقدم عبر السيارات المفخخة والألغام العشوائية والقناصة. ويقدر التحالف الدولي وجود نحو 2500 مقاتل من التنظيم المتشدد في مدينة الرقة، يستخدمون المدنيين والفارين من المعارك دروعا بشرية، في وقت أبدت الأممالمتحدة قلقها من مصير 100 ألف مدني محاصر داخل المدينة.
أسباب الاستبدال تقدم الأكراد في الرقة موقعها الإستراتيجي على الحدود العراقية وجود حاضنة عربية غياب الرغبة الدولية لتحريرها