انخفض النفط أمس، من أعلى مستوياته في شهرين أي قرب 53 دولاراً للبرميل، في وقت طغى أثر وفرة الإمدادات العالمية على قوة الطلب وتوقعات بهبوط آخر في مخزون الخام الأميركي. ومن المنتظر أن تظهر تقارير اليوم انخفاضه 2.9 مليون برميل الأسبوع الماضي في تراجع للأسبوع الخامس على التوالي. لكن مسحاً لوكالة «رويترز» أظهر أن إنتاج «أوبك» زاد في تموز (يوليو)، على رغم اتفاق لخفض الإنتاج. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» 26 سنتاً إلى 52.46 دولار للبرميل. وبلغ العقد خلال الجلسة 52.93 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 25 أيار (مايو). وتراجع الخام الأميركي 28 سنتاً إلى 49.89 دولار للبرميل. وقال كارستن فريتش من «كومرتس بنك»: «عند المستوى الحالي لإنتاج أوبك، من المرجح أن تُظهر سوق النفط عجزاً في الإمدادات بنحو 500 ألف برميل يومياً فقط في النصف الثاني من السنة. بعبارة أخرى، فإن أوبك لن تحقق هدفها بالقضاء كلياً على فائض المعروض بنهاية العام». وأكد بنك «بي إن بي باريبا» الفرنسي أن «الطلب الأميركي على البنزين ازداد إلى المستويات المرتفعة المسجلة العام الماضي، وانخفض المخزون الأميركي خصوصاً في الساحل الشرقي». وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن إنتاج منظمة «أوبك» من النفط ازداد هذا الشهر 90 ألف برميل يومياً إلى أعلى مستوى في هذه السنة، عند 33 مليون برميل يومياً بقيادة تعاف آخر في الإمدادات من ليبيا، وهي واحدة من بلدين معفيين من اتفاق لخفض الإنتاج. إلى ذلك، قال المدير المالي لشركة «بي بي» البريطانية بريان جيلفاري، إن شركة النفط العملاقة تتوقع أن تتحرك أسعار النفط في نطاق بين 45 و55 دولاراً للبرميل العام المقبل، مع نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي. وأضاف أن الطلب العالمي على النفط تعافى في الربع الثاني من السنة بعد بداية بطيئة، وإنه من المتوقع أن ينمو بين 1.4 و1.5 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع أن تظل أسعار خام القياس العالمي مزيج «برنت» من دون تغيير في 2018، إذ من الممكن أن يرتفع إنتاج النفط الصخري عند هذه المستويات ما يحد من صعود الأسعار. وقال جيلفاري: «يمكن أن نرى الآن أين تكمن مرونة السعر. حين يرتفع إلى 52 و53 دولاراً للبرميل نشهد زيادة طفيفة في النشاطات وحين ينخفض إلى 45 دولاراً نرى تقييداً»، لافتاً إلى أن «السعر في حدود 45 إلى 55 دولاراً لعام 2018، جيد على الأرجح». في السياق ذاته، تراجعت أرباح الشركة البريطانية في الربع الثاني من السنة، لكنها فاقت التوقعات بعد شطب عمليات تنقيب في أنغولا، في حين ارتفع إنتاج الشركة من النفط والغاز بقوة مع بدء تشغيل مشاريع جديدة. وزادت الشركة البريطانية التدفقات النقدية من العمليات في مؤشر جديد على أن الجهود التي بذلتها شركات النفط الكبرى لخفض التكاليف على مدى السنوات الثلاث الماضية، رداً على انخفاض أسعار النفط، تؤتي ثمارها. وعلى رغم التباطؤ الحاد في نشاطات القطاع منذ تراجع أسعار النفط في 2014، تستعد «بي بي» لتدشين سبعة مشاريع نفط وغاز هذه السنة، وهو العدد الأكبر في عام واحد في تاريخها. وزاد إنتاجها 9.9 في المئة من مستواه قبل سنة إلى 2.431 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً، بدعم من بدء تشغيل بعض تلك المشاريع الجديدة. في سياق منفصل، نقلت وكالة أنباء «فارس» عن شركة النفط الوطنية الإيرانية أن «ميرسك أويل» الدنماركية قدرت الإنتاج المحتمل للمرحلة الثانية من حقل «بارس» الجنوبي في إيران بين 120 و140 ألف برميل يومياً من النفط الخام. وقال نائب رئيس «شركة النفط الوطنية الإيرانية للأعمال الهندسية والتطوير» غلام رضا مانوشهري، إن هذا التقدير جزء من دراسة تطوير تجريها «ميرسك أويل» للمرحلة الثانية لحقل النفط البحري. ووقعت الشركة مذكرة تفاهم مع «شركة النفط الوطنية الإيرانية» في 2016 «لاستكشاف فرص للتعاون في المستقبل». في سياق متصل، أكد موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) أن صادرات البلد من النفط ازدادت في تموز بواقع 45 ألف برميل يومياً مقارنة بحزيران (يونيو). وأفاد «شانا» بأن إيران صدرت 2.2 مليون برميل يومياً إلى أسواق آسيوية وأوروبية في تموز، إذ ارتفعت الصادرات إلى آسيا بمقدار 100 ألف برميل يومياً. وفي العراق انخفضت صادرات النفط الخام إلى 3.23 مليون برميل يومياً في تموز، من 3.273 مليون برميل في حزيران في ظل عدم توريد شحنات حقل كركوك في شمال البلاد. ولفت بيان وزارة النفط إلى أن الكميات التي جرى بيعها في تموز جاءت من حقول الجنوب، ولم يأت أي منها من كركوك، الحقل الوحيد الذي تشرف عليه الحكومة في شمال البلاد. وأضاف أن متوسط سعر البيع في تموز بلغ 43.8 دولار للبرميل نتج عنها إيرادات بقيمة 4.386 بليون دولار. إلى ذلك، أكدت وزارة الطاقة الروسية أمس، أن روسيا خفضت إنتاجها من النفط بواقع 307 آلاف و600 برميل يومياً في تموز مقارنة بمستويات تشرين الأول (أكتوبر) 2016.