لم تستبعد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، أن «يتراجع الطلب العالمي على نفطها العام المقبل»، في وقت يضخ منتجو النفط الصخري الأميركي ومنافسون آخرون مزيداً من الخام، ما يشير إلى أن سوق النفط ستسجل فائضاً عام 2018، على رغم تراجع الإنتاج الذي تقوده «أوبك». وفي تقرير تنشره شهرياً، توقعت «أوبك» أن «يحتاج العالم إلى 32.20 مليون برميل يومياً من الخام الذي ينتجه الأعضاء فيها العام المقبل، بانخفاض 60 ألف برميل يومياً مقارنة بالعام الجاري، في وقت يضخ المنافسون مزيداً من الخام». وأشارت إلى أن «إنتاجها قفز في حزيران (يونيو) الماضي، إلى مستويات تفوق التوقعات لمتوسط الطلب العالمي على خامها هذه السنة والعام المقبل، ما يعرقل جهود تقليص تخمة المعروض في حال استمرارها». فيما لا يزال المسؤولون في المنظمة «متفائلين في شأن الآفاق المستقبلية». وقال الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو خلال مؤتمر للقطاع في إسطنبول: «لا نزال متفائلين جداً بمساعدة السوق على استعادة توازنها». وأفاد تقرير المنظمة بأن «إنتاجها زاد 393 ألف برميل يومياً الشهر الماضي ليصل إلى 32.611 مليون برميل يومياً»، وفق بيانات من مصادر ثانوية تستخدمها المنظمة لمراقبة إنتاجها، ويقود ذلك ارتفاعاً في إمدادات نيجيريا وليبيا، فضلاً عن ضخ السعودية والعراق مزيداً من الخام. وتعني بيانات إنتاج «أوبك» أن مستوى التزام المنظمة تعهدات خفض الإنتاج بلغ 96 في المئة، وفقاً لحسابات «رويترز» انخفاضاً من 100 في المئة في أيار (مايو) الماضي، ولو كان هذا المستوى من الالتزام لا يزال مرتفعاً بمعايير «أوبك» التاريخية. وقال باركيندو «نحن راضون عن حفاظ أعضاء «أوبك» على مستوى التزام مرتفع جداً». وأعلن وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيتوني أمس، أن الاجتماع المشترك بين منتجين من «أوبك» وآخرين مستقلين الذي يعقد في روسيا هذا الشهر، «سيناقش وضع السوق فقط ولن يتبني قرارات». وأكد خلال منتدى دولي للطاقة في إسطنبول، أن «قرار خفض الإنتاج العالمي اتخذ بالفعل حتى آذار (مارس) 2018»، مشيراً إلى أن «إنتاج الجزائر من الخام يبلغ حالياً 1.7 مليون برميل يومياً، هذه حصتنا ونحن نلتزمها». وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي» بوب دادلي، إلى أن سوق النفط في حالة توازن «إلى حد كبير». وأوضح في كلمة خلال المؤتمر ذاته، أنه لم يطلع على الشروط النهائية لعقود النفط الإيرانية الجديدة. إلى ذلك، أعلن مصدر في قطاع النفط السعودي، أن المملكة ستقلّص شحنات الخام لزبائنها في آب (أغسطس) المقبل بأكثر من 600 ألف برميل يومياً لإحداث توازن، في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي في فصل الصيف، مع الاستمرار في التزام مستويات الإنتاج التي تعهدت بها داخل «أوبك». وأعلن وجود «طلب قوي على خامنا لكننا ملتزمون بتعهداتنا». وفي أسواق النفط، ارتفعت الأسعار أكثر من واحد في المئة أمس، لتعزز مكاسب اليوم السابق، إذ خفضت الحكومة الأميركية توقعاتها لإنتاج الخام العام المقبل، إضافة إلى تراجع مخزون الوقود. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 60 سنتاً أو 1.3 في المئة إلى 48.12 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 68 سنتاً أو 1.5 في المئة إلى 45.72 دولار للبرميل. وازداد الخامان نحو 1.4 في المئة أول من أمس. وذكر معهد البترول الأميركي، أن «مخزون الخام الأميركي تراجع 8.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من هذا الشهر إلى 495.6 مليون برميل». وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، «زيادة إنتاج النفط الخام العام المقبل إلى 9.9 مليون برميل يومياً من 9.3 مليون برميل يومياً هذه السنة، بزيادة 570 ألف برميل يومياً». وفي الجانب الإيراني، توقع نائب وزير النفط للتجارة والشؤون الدولية أمير حسين زماني نيا «وصول إنتاج إيران من الخام إلى أربعة ملايين برميل يومياً نهاية هذه السنة، مع سعي الدولة العضو في «أوبك» إلى زيادة الإنتاج، بعدما خضعت لعقوبات دولية لسنوات. وأمل في تصريحات للصحفيين في إسطنبول، بأن «يصل الإنتاج إلى نحو أربعة ملايين برميل يومياً نهاية هذه السنة». وبلغ إنتاج إيران نحو 3.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قوله إن إيران «ستشكل لجنة حكومية للإشراف على تنفيذ اتفاقها مع شركة «توتال» الفرنسية لتطوير حقل بارس الجنوبي للغاز، وهو الاستثمار الغربي المهم في قطاع الطاقة في إيران، منذ رفع عقوبات دولية في العام الماضي».