لم يمضِ يومان على هجوم إرهابي نفذه طالب لجوء فلسطيني في متجر في هامبورغ شمال ألمانيا، حتى أطلق مواطن عراقي الأصل النار فجر أمس، على رواد ملهى ليلي في مدينة كونستانس جنوب البلاد، ما أسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى بينهم شرطي في ثياب مدنية كان يرتاد الملهى. وأثار الهجومان موجة من الذعر ودفعا اليمين المتطرف إلى إعادة ملف المهاجرين واللاجئين إلى واجهة الجدل. وفي حين لم تستبعد النيابة العامة في هامبورغ دوافع إرهابية متشددة وراء تصرفات منفذ هجوم المتجر الذي طعن بصورة عشوائية 8 أشخاص ما أدى الى مقتل أحدهم، لكن المحققين في كونستانس نفوا أن تكون لهجوم الملهى الليلي دوافع مماثلة، علماً أن القاتل البالغ من العمر 34 سنة، عراقي الأصل. وقال مصدر أمني إن الرجل يعيش في ألمانيا «منذ فترة طويلة» في إشارة الى أنه «مندمج في المجتمع». وأضاف المصدر أن دافع الهجوم «خلافات شخصية على ما يبدو». لكن ذلك لم يقنع المراقبين الذين ذكّروا بقضية الإرهابي التونسي أنيس عمري الذي دهس بشاحنة مسروقة عشرات المواطنين في سوق الميلاد في برلين، والتقديرات العدة الخاطئة التي وقعت فيها الأجهزة الأمنية على الأثر وتبين من بعضها لاحقاً أن التونسي المذكور منتسب إلى تنظيم «داعش» ومرصود على أنه «شخص خطر». وعزز الشكوك في نزعة السلطات الى التكتم، عدم كشفها رسمياً حتى الآن عن هوية الشاب المعتقل في هامبورغ، واكتفائها بالاشارة اليه ب «أحمد أ.» (26 سنة) وبأنه قدم طلب لجوء إلى ألمانيا عام 2015، وأنه يرفض التحدث مع المحققين، فيما أورد موقع «دير شبيغل» الإلكتروني إنه فلسطيني الأصل مولود في الإمارات، وأفادت تقارير أخرى بأن والديه من قطاع غزة. وأضافت «دير شبيغل» أن الشاب المذكور قدم إلى ألمانيا كطالب لجوء، ويُعتقد أنه أقام علاقات مع سلفيين محليين، وأنه يعاني مشكلات نفسية ويتعاطى المخدرات. ونوهت تقارير إخبارية عدة بمطاردة خمسة شباب عرب للمهاجم وتغلبهم عليه، ما حال دون وقوع إصابات أكثر. وفي جنوبألمانيا، قال ناطق باسم شرطة كونستانس لقناة «أن تي فاو» الإخبارية إن مهاجم الملهى الليلي أمس، «ليس طالب لجوء»، وأضاف أن فرضية «عمل إرهابي ليست (الآن) في المقدمة». وأثار إطلاق النار حالاً من الذعر إذ لاذ عدد من رواد الملهى بالفرار وقام آخرون بالاحتماء داخله. وانتشرت قوات الأمن في الموقع معززة بقوات تدخل خاصة ومروحية، خشية وجود مسلحين آخرين. وأكدت الشرطة بعد نحو ثلاث ساعات من الهجوم عبر «توتير» أن الأمور «باتت تحت السيطرة». وأن التحقيقات اتخذت مجراها من دون الإدلاء بأية تفاصيل حول دوافع الهجوم. في أستراليا، أعلنت الشرطة الفيديرالية أمس، أنها كثفت إجراءات الأمن في مطارات البلاد، بعدما أحبطت الشرطة مخططاً لتنفيذ هجوم بقنبلة في طائرة ركاب خلال رحلة جوية. وأحبط الهجوم بعد حملة دهم أوقف خلالها أربعة أشخاص السبت. وقال أندرو كولفين رئيس الشرطة الفيديرالية في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء مالكولم ترنبول: «في الأيام الأخيرة وصلت الى الأجهزة معلومات تفيد بأن بعض الأشخاص في سيدني يخططون لعمل إرهابي باستخدام عبوة ناسفة». وأضاف: «نعتقد أنه إرهاب مستمد من إلهام إسلاميين. ونحتاج الى تحقيق كامل لمعرفة من وراء ذلك تماماً». وأشار كولفين الى أن الشرطة لا تملك كثيراً من المعلومات عن هجوم محدد ومكانه وموعده، لكنها تحقق في معطيات تشير إلى أن الطائرات كانت هدفاً محتملاً. وقال ترنبول إن نصيحة وكالات الأمن والاستخبارات الأسترالية أدت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية بداية في مطار سيدني ثم شمل ذلك المطارات الدولية والمحلية الأخرى في البلاد.