رشح رئيس الوزراء الباكستاني المعزول نواز شريف شقيقه شهباز لخلافته وانتقد منافسيه السياسيين والمحكمة العليا التي قضت بعدم أهليته للمنصب. ورشح شريف أيضاً حليفاً مقرباً من حزبه الحاكم هو شهيد عباسي ليكون رئيس وزراء انتقالياً لمدة 45 يوماً على الأقل. وسخر عمران خان زعيم المعارضة الباكستانية من اختيار رئيس الوزراء المعزول شقيقه لخلافته، واعتبره تعاقباً للعائلات السياسية على حكم البلاد. وأبلغ بطل الكريكت السابق «رويترز» في مقابلة أن «لا ديموقراطية داخل الأحزاب السياسية. إنها أحزاب عائلية». وحتى يجتمع البرلمان وينتخب رئيس وزراء جديداً، تبقى الدولة المسلحة نووياً والواقعة في جنوب آسيا من دون رئيس حكومة. وتزعم حزب خان المعارض قضية الفساد التي أدت إلى إعلان المحكمة العليا يوم الجمعة الماضي، عدم أهلية نواز شريف للمنصب. وقال شريف الذي فاز حزبه بغالبية مقاعد البرلمان في عام 2013 إنه صعق من حكم المحكمة العليا الجمعة بسبب عدم إعلانه عن دخل يصله من شركة يمتلكها نجله في الخارج. كما أمرت المحكمة بإجراء تحقيق جنائي معه ومع أسرته. وقال شريف إن الراتب الذي خصص له هو راتب صوري وإنه لم يتلقَ أي أموال. ووصف القضية بأنها ثأر سياسي من زعيم المعارضة عمران خان ووصف الحكم بأنه تجاوز قضائي. وفي أول تعليقات علنية له منذ استقالته الجمعة، بعد إعلان المحكمة العليا عدم أهليته للمنصب، قال شريف: «أشعر براحة الضمير». وأكد أن المحكمة لم تتمكن من إثبات أي فساد أو اختلاس من المال العام على مدى شهور من التحقيقات التي بنيت على تسريبات ما عرف بقضية «أوراق بنما» التي أشارت الى تورط أبنائه بشركات معاملات خارجية (أوفشور). وقال شريف إنه لن يسعى لأي منصب عام، لكنه دعا مؤيديه الى دعم شقيقه رئيس وزراء إقليم البنجاب خليفة له. وفي خطاب أمام أعضاء حزب «الرابطة الإسلامية»، قال شريف: «استقلت من منصبي لذا كان على أحد آخر أن يتولاه. وبعد كثير من المشاورات جرى ترشيح شهباز شريف». ورشح شريف حليفه شهيد عباسي الذي كان يشغل منصب وزير البترول في حكومته الأخيرة، ليتولى منصب رئيس الوزراء الموقت لمدة لا تصل إلى شهرين. وقال شريف إنه سيظل يحارب من أجل دستور باكستان من دون أن يشير إلى أي دور للجيش الباكستاني القوي في إطاحته. وكان حليف لشريف اتهم الجيش بالتورط في الأمر. وقال خواجة سعد رفيق وزير السكك الحديد في إفادة صحافية: «نعلم تماماً الجريمة التي ارتكبها نواز شريف وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية. ماذا نطلب؟ نطلب أن يكون المدنيون في باكستان فوق الجميع». ولم يعلق الجيش على عزل شريف أو على ادعاءات تورطه في ذلك. وفي السابق أعلن الجيش رفضه لما تردد عن أنه وراء الدفع بالقضية ضد شريف إلى المحكمة العليا. ودعا الرئيس الباكستاني مأمون حسين إلى عقد جلسة خاصة للبرلمان غداً الثلثاء للتصويت على تعيين عباسي رئيساً موقتا للوزراء، فيما تعهد حزب «الرابطة» الحاكم بانتقال سلس للسلطة. ويسيطر حزب «الرابطة» على غالبية قوية في البرلمان ولا يتوقع أن يواجه مشكلات في تعيين عباسي.ومن شأن سرعة تسليم السلطة التخفيف من التوترات السياسية التي أثارها قرار المحكمة العليا بتنحية شريف لعدم إعلانه عن مصدر دخله. وأمرت المحكمة كذلك بإجراء تحقيق جنائي معه ومع أسرته.