يعود الفنان أحمد الزين إلى الدراما اللبنانية من خلال مسلسل «الغالبون» الذي سيُعرَض على شاشة «المنار» حيث يلعب دور «أبو حسين» الذي يحلم بأنّ ينضم أحد أولاده يوماً ما إلى المقاومة، من دون أن يعرف أنّ أولاده الأربعة منخرطون في صفوفها. «أكاد أقسم أنّني لم أؤدِّ شخصية مشابهة في حياتي، وهي تأتي بمثابة تجسيد لنضالي ولتاريخي، هي مساحة لتنفيس غضبي ولقول ما لم أستطع قوله في الواقع». يعلن الزين مؤكّداً أنّه بعد غياب عن الدراما اللبنانية اكتشف من جديد أنّ الدنيا ما زالت بألف خير. يشير أحمد إلى ارتياحه مع المخرج السوري باسل الخطيب الذي سبق وعمل معه في مسلسل «نزار قباني» و«رسائل الحب والحرب» و«أنا القدس»، ويشدد على اقتناعه بالنص الذي كتبه فتح الله عمر من سورية ومحمد النابلسي من لبنان. كما يشارك الزين في مسلسلين سوريين. الأول بعنوان «صايعين ضايعين» من كتابة رازي وردة وإخراج صفوان نعمو ومن تمثيل عبد المنعم عمايري وأيمن رضا وحسن حسني. والثاني بعنوان «سقوط الأقنعة» من كتابة محمود الجعفوري وإخراج حسّان داوود. أمّا شخصية «إبن البلد» التي طُبِعت في أذهان المستمعين اللبنانيين، فيجسّدها يومياً منذ ستة أشهر عبر الإذاعة اللبنانية. بالنسبة الى الأعمال التي يحضّرها يفصح الزين عن برنامج كاريكاتوري سيُعرَض على شاشة «المنار» يومياً قبل الأخبار عنوانه «جَوز كلام» يعمل عليه مع نبيل وحسين عبد الساتر. ولكن، ما سبب غياب أحمد الزين عن الدراما اللبنانية لفترة طويلة؟ هل السبب أنها غير جديرة به؟ يجيب: «لا أريد أن أذهب إلى هذا المعنى، ولكن سأكون دقيقاً معك وأخبرك معلومة كافية أن تعطيك الجواب المباشر. في الماضي لم يكن في لبنان سوى تلفزيون واحد، وكنّا نصدّر الأعمال الدرامية إلى 22 بلداً عربياً، أمّا اليوم فعندنا تسع محطاتٍ محلية وبالكاد نستطيع تصدير عملٍ واحد إلى بلد عربي واحد»! يعبّر الزين عن حزنه لأنه يرى أنّ كل شخص بات له «مملكته» الخاصة ومحيطه الخاص بحيث بات التواصل صعباً، ويفصح أنّه يعجز عن مشاهدة مسلسل فيه تلك «الحرية المشوّهة» واعتبار إنّه مسلسل لبناني يعبّر عنّا، كما يصعب عليه مشاهدة الوجوه نفسها على الشاشة تتكرّر وتكرّر نفسها، «هذا من دون ذكر البدل الرمزي الذي يُعطى للممثل، والأسوأ إنّه لا يقبض ماله قبل أشهر طويلة»! أحمد الزين الذي كانت آخر إطلالاته الدرامية المحلية منذ سنوات عبر مسلسل «الشقلبندي» على شاشة «المستقبل» و«أبو الطيب العربي» عبر شاشة «أن بي أن» يرى أنّ الأول لم يُحتَرَم عرضه فكأنّه دُفِن حيّاً، أمّا الثاني فشعر أنّه غير قادر على الاستمرار فيه بسبب مشاكل الإنتاج الكثيرة. هل يمكن الاعتبار أنه، إضافة إلى الأسباب التي ذكرها عن مشاكل الدراما اللبنانية، بات صعباً عليه قبول الأدوار التي تُعرض عليه بعد انفتاحه على الدراما العربية وبعد تاريخه الطويل في التمثيل؟ يقول: «أشعر بوجعٍ كبير حين أتحدث عن هذا الأمر، وحين أتذكر أنّني في المسرحيات التي كنت أقدّمها كنت أُستقبَل في اللاذقية مثلاً من عشرين ألف شخص واقفين في المسرح يصفقون، ثمّ أعود إلى وطني فلا أجد التقدير اللازم للعمل». خلال تسعة أعوام شارك أحمد الزين في 29 مسلسلاً في سورية، فما عدد المسلسلات التي شارك بها في الأعوام التسعة الماضية في لبنان؟ «يمكنك أن تعود 15 عاماً إلى الوراء من دون أن تقع على أعمال يفوق عددها أصابع اليد الواحدة». هل يعتبر أحمد الزين أنّ الفنان الملتزم غير مقدَّر في لبنان؟ يتنفّس عميقاً مجيباً بصراحة إنّه يعتقد أنّ مواقفه السياسية قد تكون أزعجت البعض فغضّوا النظر عن فنّه، وهنا يخطر في بالنا الفنانون الذين يفضّلون عدم إظهار مواقفهم السياسية كي لا يفقدوا جمهورهم المنتمي إلى موقف سياسي آخر، ونسأله إن فكّر يوماً بأنّ مواقفه السياسية قد تبني حاجزاً بينه وبين فئة من الجمهور فيجيب ببساطةٍ: «أنا أحترم رأي كل شخص وعلى الآخرين أن يحترموا رأيي، أنا أحب الناس كما هم وعليهم أن يحبّوني كما أنا، يجب أن نقبل بعضنا البعض ونقدّر اختلاف بعضنا، وربما يكون أوضح مثل عمّا أقوله ما حصل معي حين استضافتني إذاعة «صوت لبنان»، فأعلنت مواقفي بصراحة مطلقة، وبعد الحلقة تلقّيت اتصالات من أشخاص قالوا لي: نحن نختلف معك في الآراء ولكن لا يمكننا إلا أن نحترمك».