ساد توتر معسكر الجمهوريين، بعدما تلقّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب هزيمة قاسية، اذ فشل جمهوريو مجلس الشيوخ في إلغاء أجزاء كثيرة من قانون الرعاية الصحية الذي أُقرّ خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والمعروف ب «أوباما كير». ويحرم ذلك ترامب من نصر تشريعي بارز، بعد أكثر من ستة أشهر على توليه الحكم، على رغم سيطرة الجمهوريين على مجلسَي الشيوخ والنواب. وكان الرئيس تعهد خلال حملته الانتخابية، إلغاء «أوباما كير» الذي أُقرّ عام 2010. ورفض مشروع القانون 51 من الأعضاء المئة في مجلس الشيوخ، في مقابل 49، بعدما خرج ثلاثة سيناتورات جمهوريين عن الإجماع الحزبي لينضموا إلى الديموقراطيين، وهم جون ماكين وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي. وحسم ماكين (80 سنة) الذي يُعالج من سرطان في الدماغ، التصويت بدعمه موقف زميلتيه المعتدلتين اللتين صوّتتا الى جانب الديموقراطيين الذين يطالبون بإصلاح «أوباما كير» لا إلغائه. وكتب ماكين على موقع «تويتر» ان هذا المشروع «لا يفي وعدنا بإلغاء أوباما كير وإبداله بإصلاح ذي مغزى». وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لزملائه، بعد احدى الجلسات الاكثر توتراً في السنوات الاخيرة: «كان التصويت مخيباً. آسف لأن جهودنا لم تكن كافية هذه المرة. الشعب الاميركي سيأسف لعدم تمكننا من إيجاد طريقة افضل للمضي» في الأمر. واعتبر أن «الوقت حان للتحرّك»، وجمّد مشروع قانون الرعاية الصحية الذي كان مجلس النواب أقرّه. لكن النائب الجمهوري مو بروكس، المرشح لشغل مقعد شاغر في مجلس الشيوخ، رأى ان الوقت حان لتنحّي ماكونيل عن منصبه وإفساح المجال أمام «شخص جديد، وجريء، ومحافظ يمسك زمام الأمور». وسأل: «كيف سيُنجز المهمة في شأن بقية جدول اعمال الرئيس ترامب؟». وكتب الرئيس على «تويتر» بعد التصويت: «خذل ثلاثة جمهوريين و48 ديموقراطياً الشعب الاميركي. كما قلت منذ البداية، لندع أوباماكير ينهار من الداخل، ثم (نتوصل الى) صفقة». لكن تشاك شومر، زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، مدّ يده الى الجمهوريين قائلاً: «لا نحتفل بالنتيجة، لكننا نشعر بارتياح. لنطوِ الصفحة ونعمل معاً لتحسين نظام الرعاية الصحية الاميركي». واعتبر أن الوقت حان للاستجابة لنداء ماكين للعودة إلى عملية تشريعية أكثر شفافية بين الحزبين. الى ذلك، صادق مجلس النواب على موازنة تبلغ 658.1 بليون دولار لوزارة الدفاع، بزيادة 68.1 بليون عن السنة المالية 2017، وبزيادة 18.4 بليون عن طلب ترامب في شأن الموازنة. ويزيد مشروع القانون من الإنفاق، لتعزيز قدرة الولاياتالمتحدة على الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات صاروخية من الخارج، وسط مخاوف من تنامي قدرات كوريا الشمالية، بعد اختبارها صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعتبر خبراء أنه يطاول ألاسكا. وصوّت النواب على تخصيص 1.6 بليون دولار للبدء بتشييد جدار على الحدود الأميركية – المكسيكية، تعهد به ترامب خلال حملته الانتخابية. لكن يُرجّح أن يمنع الديموقراطيون مصادقة مجلس الشيوخ على تخصيص أي أموال للجدار. في غضون ذلك، ترك ديريك هارفي، وهو مستشار بارز لترامب لشؤون الشرق الأوسط، مجلس الأمن القومي، وسط معلومات عن خلافات. وأشارت مجلة «ويكلي ستاندرد» الى إقالة هارفي، وهو عقيد متقاعد في الجيش وضابط استخبارات سابق خدم في العراق وأفغانستان. وأكد ناطق باسم مدير مجلس الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر رحيل هارفي، مشيراً الى أن ماكماستر «يقدّر كثيراً خدمات ديريك هارفي بلاده، اذ خدمها ببسالة في الميدان وأدى دوراً مهماً في زيادة القوات الناجحة في العراق، وأيضاً لخدمته في الكونغرس وفي إدارة ترامب». وذكر ان الإدارة تبحث عن «مواقع تمكن الاستفادة فيها من خلفيته وخبراته».