قالت حكومة جنوب السودان اليوم (الجمعة)، إنها سيطرت على آخر بلدة قبل قاعدة المتمردين الرئيسة في باجاك التي فر إليها آلاف المدنيين هرباً من القتال قرب الحدود مع إثيوبيا. وكانت بلدة ماي ووت تخضع لسيطرة المتمردين منذ بداية الحرب في أواخر 2013 وهي بوابة إلى معقل المتمردين الرئيس باجاك الذي إذا سيطرت عليه الحكومة سيضعف حركة التمرد بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار. وتقع ماي ووت على ممر إمدادات من إثيوبيا إلى بلدة أخرى هي ماثيانغ المتاخمة لحقول نفط بالوتش وهي مصدر الإيرادات الرئيس للحكومة. وقال ديكسون غاتلواك غوك الناطق باسم قوات النائب الأول للرئيس تابان دنغ جاي المشارك في القتال، إن ثلاثة من جنود الحكومة قتلوا بينما أصيب خمسة آخرون. وذكر أنهم دخلوا ماي ووت صباح أمس بعد الاشتباك مع قوات المتمردين. وأضاف «أصبحت تحت سيطرتنا. تمكنت قواتنا من الوصول للبلدة في الساعة العاشرة صباحاً». وقالت مديرة منظمة «جيسو» المحلية للإغاثة في البلدة سارة نياناث، إن حوالى 7000 أسرة فرت إلى باجاك هرباً من القتال منذ أن شنت الحكومة هجومها في وقت سابق هذا الشهر. وانزلق جنوب السودان إلى هاوية الحرب الأهلية في 2013 بعد أن عزل الرئيس سلفا كير نائبه مشار ما فجر صراعات دخلت فيها جماعات مسلحة في مواجهات على أسس عرقية. وفي تموز (يوليو) الماضي انشق دنغ جاي وهو مفاوض كبير سابق في المعارضة عن مشار وانضم إلى سلفا كير مع الجنود المتحالفين معه. وقال غوك اليوم، إن قوات دنغ جاي في ماي ووت تحظى بدعم من قوات الجيش من بالوتش. وذكر أنهم اضطروا لمهاجمة المتمردين بعد أن استهدفوا مواقع للحكومة قرب ماي ووت. وأكد ناطق باسم «الجيش الشعبي لتحرير السودان» في المعارضة التابع للمتمردين، أن البلدة لم تعد تحت سيطرتهم. وقال لام بول غابرييل: «بالأمس في حوالى الساعة السابعة صباحاً دخلت قوات الحكومة مقاطعة ماي ووت، تمكنت من طردنا وسيطرت على ماي ووت». وتقول الحكومة إن هدفها الأساسي هو السيطرة على مناطق تحت سيطرة مشار بما في ذلك باجاك ووضع نهاية لحركته. وسيعزز هذا وضع دنغ جاي ومجموعته داخل الحكومة. وأجبرت المعارك في جنوب السودان الملايين على النزوح من ديارهم وقسمت معظم الشعب على أسس عرقية وأصابت قطاع الزراعة بالشلل وقلصت إنتاج النفط.