انتزع المقاتلون الذين تدعمهم الولاياتالمتحدة نصف مساحة مدينة الرقة تقريباً من تنظيم «داعش»، لكن التقدم عبر هذه المدينة في شمالي سورية صار بطيئاً بسبب الكميات الكبيرة من المتفجرات التي يزرعها الإرهابيون وهجماتهم المضادة، وفق قول ناطقة باسم «قوات سورية الديموقراطية» ومجموعة رصد أمس. وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف مقاتلين يقوده الأكراد، قد بدأت هجومها على الرقة في السادس من حزيران (يونيو) من العام الحالي مدعومة بضربات جوية من التحالف الدولي وقوات أميركية تقدم المشورة للقوات المحلية. ومنذ ذلك الحين، حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً مضطرداً من الجانبين الشرقي والغربي للمدينة ووصلت الى البلدة القديمة المسورة فيها. وستكون السيطرة على الرقة، وهي المدينة التي يعتبرها «داعش» عاصمة له في سورية، خسارة هائلة للتنظيم الذي خسر في وقت سابق من الشهر الجاري مدينة الموصل في العراق. ولكن تحرير الرقة ما زال بعيداً على رغم التقدم ضد التنظيم الإرهابي. وقالت الناطقة الكردية نسرين عبدالله لوكالة «اسوشييتد برس» إن وتيرة التقدم في الرقة صارت بطيئة بسبب كميات المتفجرات الضخمة التي تزرعها عناصر «داعش». وأضافت أنه مع اشتداد الحصار حول المتطرفين، زادوا عدد هجماتهم الانتحارية على مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية». وقالت نسرين، وهي من «وحدات حماية النساء» متحدثةً من شمالي سورية: «صارت الرقة مدينة حافلة بالمصائد المتفجرة، وهذا ما يُظهر ضعفهم. وهم يستخدمون أيضاً المدنيين كدروع بشرية، وهذا أيضاً يسبب بطء وتيرة القدم». وقدرت أن مقاتلي «قوات سورية الديموقراطية» يسيطرون الآن على 45 في المئة من الرقة. وزادت أن مقاتلي ال «قوات» سيطروا كلياً منذ بدء الحملة على ثمانية أحياء في المدينة. وكان من الممكن مشاهدة سحب دخان وهي تتصاعد وراء مبانٍ في الرقة أول من أمس، نتيجة قصف التحالف الدولي مواقع ل «داعش» في المدينة. ونظر أطفال سوريون الى عربة مصفحة أميركية وهي تمر بهم. ورفع جندي اميركي كان في إحدى العربات علامة النصر. وأكد مصطفى بالي الذي يرأس المكتب الإعلامي ل «قوات سورية الديموقراطية» أمس أن هذا الفصيل يسيطر الآن على نصف الرقة وقال إن أهم المناطق التي حُرِرَت في الأيام الأربعة الماضية هما حي نزلة شحادة وحي ميدان البانوراما - وهما في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة. لكنه قال ان هناك هجمات مضادة من «داعش»، وخلايا نائمة وأنفاقاً في المنطقة. وأوضح أن التقدم «لم يكن سهلاً، وقد تكبدنا خسائر في الأرواح»، مضيفاً أن القتال مستمر. أما على الجبهة الشرقية حيث اخترقت «قوات سورية الديموقراطية» دفاعات «داعش» عند حافة البلدة القديمة قبل نحو شهر، فقد وصل مقاتلوها الى القلعة القديمة، وفق قول قائد ل «القوات» مسؤول عن أحد قطاعات الجبهة لوكالة «اسوشييتيد برس». وقال هذا القائد، ويدعى جهاد خباط: «بينما نتقدم الى أمام، نجد نفقاً كل مئة متر. وقال إن «العدو المحاصر والمضطرب» يختبئ في أنفاق عميقة طويلة منتشرة تحت كل أرجاء المدينة، وتبرز عناصره منها لتشن هجمات مضادة عديدة يومياً على ال «قوات» التي تحاربه. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره في بريطانيا، إن «قوات سورية الديموقراطية» تسيطر على نصف مساحة مدينة الرقة. وقد أودت الهجمات على المدينة بأرواح مدنيين كثيرين من بين عشرات الآلاف الذين ما زالوا محصورين في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».