ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في 23 شهراً في مقابل الدولار اليوم (الإثنين) مع استمرار توقعات المستثمرين بصعوده عقب بيانات نمو قطاع الأعمال لشهر تموز (يوليو) التي أشارت إلى تباطؤ بسيط، ما يرجح أن اقتصاد منطقة اليورو ما زال ينمو بوتيرة قوية نسبياً. وانخفضت القراءة الأولية لمؤشر «آي إتش إس ماركت» المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو، وهو مؤشر جيد على النمو الاقتصادي، إلى 55.8 في تموز (يوليو) من 56.3 في حزيران (يونيو)، لكنها تظل فوق مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش. وهدأت البيانات بعض مخاوف من أن قوة اليورو هذا العام أضرت بآفاق النمو في منطقة العملة الموحدة التي جرى تداولها عند 1.16465 دولار بما يقل قليلاً عن أعلى مستوى لها خلال اليوم الذي بلغ 1.16840 دولار، وهو مستوى لم تشهده منذ آب (أغسطس) 2015. ونزل مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة الأميركية في مقابل سلة من العملات إلى 93.823، وهو أقل مستوى منذ حزيران (يونيو) 2016، ولكنه تعافى خلال اليوم إلى 93.96 بارتفاع نسبته 0.1 في المئة. من جهة أخرى، تباطأ النمو في قطاع الأعمال في منطقة اليورو في بداية النصف الثاني من العام، وهو ما قد يؤدي، إلى جانب تراجع الضغوط التضخمية بحسب مؤشر مهم لقطاع الأعمال، إلى تبديد التوقعات في أن يقلص البنك المركزي الأوروبي برامج التحفيز في وقت لاحق من العام. وعززت السياسات الشديدة التيسير المتبعة منذ سنوات النمو الذي لايزال قوياً، ولكن التضخم يظل بعيداً عن النسبة التي يستهدفها البنك المركزي عند اثنين في المئة، كما أن تباطؤ زيادة الأسعار هذا الشهر سيعطي واضعي السياسات قراءة محبطة. وجاءت البيانات في ألمانيا وفرنسا أكبر اقتصادين في المنطقة دون التوقعات، بما يشير إلى وتيرة نمو أقوى لنشاطات الأعمال في كثير من الدول الأخرى في المنطقة. وقال جاك آلن من «كابيتال ايكونوميكس» إن «تراجع مؤشر مديري المشتريات المجمع لمنطقة اليورو في تموز (يوليو) يشير إلى أن الاقتصاد ربما تباطأ قليلاً في مطلع الربع الثالث، لكنه على الأرجح حافظ على وتيرة معقولة». وانخفض مؤشر أسعار المنتجات للشهر الثاني إلى 51.7 من 51.8 مسجلاً أدنى مستوياته منذ كانون الثاني (يناير). وكانت بيانات رسمية أظهرت في وقت سابق هذا الشهر أن معدل التضخم بلغ 1.3 في المئة فقط في حزيران (يونيو). وحافظ نشاط الشركات في قطاع الخدمات المهيمن على اقتصاد منطقة اليورو على وتيرة حزيران (يونيو) إذ استقر مؤشر مديري المشتريات في القطاع عند 55.4 في حين توقع استطلاع ل «رويترز» ارتفاعاً طفيفاً إلى 55.5 نقطة. وظلت الأعمال الجديدة قوية وإن كان مؤشرها تراجع قليلاً إلى 54.9 مقارنة مع 55.1 في حزيران (يونيو). ونزل مؤشر مديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية إلى 56.8 من 57.4 في حزيران (يونيو)، لتأتي القراءة دون التوقعات التي بلغت 57.2، بينما انخفض مؤشر الإنتاج الذي يدخل ضمن المؤشر المجمع إلى 56.9 من 58.7 نقطة.