لا يُستبعد أن تطلب لجنة «أوبك» الوزارية المعنية بمراقبة تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط التي تجتمع اليوم في سان بطرسبورغ الروسية، من ليبيا ونيجيريا الانضمام إلى الاتفاق، وهما معفيتان منه حالياً. وعشية الاجتماع صدرت مواقف حول تطور أسواق النفط وتوقعات مساراتها، إذ أعلن الأمين العام ل «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) محمد باركيندو أمس، أن «توازن سوق النفط يتقدم على نحو أبطأ من المتوقع لكن يمضي قدماً»، مرجحاً «تسارعه في النصف الثاني من السنة». وأشار في تصريح إلى الصحافيين، إلى «النمو القوي للطلب على النفط الذي سيسجل مليوني برميل يومياً في النصف الثاني، والتزام الاتفاق العالمي بين «أوبك» ودول من خارجها خفض الإنتاج، إضافة إلى تراجع المخزون في الولاياتالمتحدة، كأسباب للتسارع المرتقب في استعادة السوق توازنها». في سياق متصل، أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن موسكو «التزمت اتفاق خفض إنتاج النفط، ليبلغ متوسط انتاجها 10.947 مليون برميل يومياً في تموز (يوليو) الجاري».وعن التزام خفض 300 ألف برميل يومياً وفقاً للاتفاق مع دول «أوبك»، قال «وصلنا حالياً إلى تقليص إنتاج النفط بمقدار 300 ألف برميل يومياً مقارنة بمستويات إنتاج تشرين الأول (أكتوبر)، وذلك منذ بداية أيار (مايو) الماضي، حتى بلغ هذا الشهر نحو 10.947 مليون برميل يومياً». واتفقت «أوبك» مع منتجي الخام الكبار من خارج المنظمة وفي مقدمهم روسيا، على خفض إنتاجها النفطي بما مجموعه 1.8 مليون برميل يومياً عند مستويات تشرين الأول، منها 300 ألف برميل يومياً حصة روسيا، ومُدد الاتفاق في أيار تسعة أشهر أخرى حتى نهاية آذار (مارس) 2018. وأوضح نوفاك أن منتجين رئيسيين للنفط في المنظمة وخارجها «سيناقشون الوضع في دول منتجة من بينها ليبيا ونيجيريا في اجتماع يُعقد اليوم». ولم تستبعد مصادر مطلعة، أن توصي لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء، بفرض سقف مشروط على إنتاج النفط النيجيري والليبي». وأوضحت أن نيجيريا «مستعدة لفرض سقف إذا استطاعت الحفاظ على الإنتاج مستقراً عند 1.8 مليون برميل يومياً لمدة 90 يوماً. ورأى مصدر أن ليبيا «لا تستطيع الحفاظ على الإنتاج عند مستوياته الحالية التي تتراوح بين مليون و1.1 مليون برميل يومياً». وافترض أن «تبحث اللجنة الوزارية المشتركة في تعميق الخفوضات اليوم، لكن توجد حاجة إلى مزيد من الدراسات». ويشارك في اجتماع اليوم، ستة وزراء من دول منتجة للنفط من «أوبك» وخارجها لمناقشة توقعات السوق ودرجة التزام خفض الإنتاج. وكان وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، وصف أول من أمس، التزام الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة خفض الإنتاج بأنه «جيّد»، ملمحاً إلى إمكان حدوث خفض أكبر للإنتاج. وقال للصحافيين، إن لجنة فنية من دول «أوبك» والبلدان غير الأعضاء «تشعر بالرضى إزاء التقارير الواردة من ليبيا ونيجيريا».