لمح منفذ هجوم مستوطنة «حلميش» في الضفة الغربية عمر العبد الذي قتل 3 مستوطنين طعناً قبل أن يصاب بالرصاص، الى أن الهجوم يأتي في إطار نصرة المسجد الأقصى المبارك. وكتب على صفحته على «فايسبوك» قبل الهجوم: «أعلم أني ذاهب إلى هناك، فلن أعود هنا بل سأعود إلى الجنة برحمة الله. يا محلى الموت وشهادة فدى لله ورسوله ومسرى رسوله». وداهمت القوات الإسرائيلية أمس منزل العبد (20 سنة)، كما قيدت خروج الفلسطينيين من مسقط رأسه قرية كوبر في الضفة. وقالت ناطقة باسم الجيش إن قوات الأمن «مشطت منزل المهاجم في قرية كوبر وبحثت عن أسلحة وصادرت أموالاً كانت تستخدم لأغراض الإرهاب. وتم اعتقال شقيقه». وأضافت: «ستقتصر حركة الخروج من القرية على الحالات الإنسانية». وقال والد العبد أنه يرفض ما قام به نجله من عملية قتل، مضيفاً لوكالة «رويترز»، بينما كان واقفاً في ساحة منزله الذي أُخلي من محتوياته وسط تجمهر عشرات الشبان: «أنا ما بعرف ولا أمه ولا أي أحد (أنه كان سينفذ عملية)، وأنا برفض أي عملية قتل»، لكنه ألقى باللائمة على اسرائيل وحملها المسؤولية. ويخشى والد منفذ العملية هدم منزله، وقال إن أحد الضباط الذين اقتحموا المنزل أبلغه بذلك شفهياً من دون تسلميه قراراً مكتوباً بذلك. وأغلقت جرافة إسرائيلية بالسواتر الترابية مدخل القرية التي يسكنها نحو ستة آلاف مواطن. وألقى عشرات الشبان الحجارة باتجاه الجرافة الإسرائيلية والقوة العسكرية التي كانت ترافقها، ورد الجنود بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه «تحاول إخراج مصاب بالرصاص الحي من كوبر، كما تعاملنا مع 15 إصابة بين مطاط وغاز». وفي تفاصيل هجوم «حلميش»، افاد مصدر أمني إسرائيلي بأن المهاجم قال في التحقيقات الأولية معه إنه قرر تنفيذ العملية رداً على الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في الأقصى. وأوضح ان الشاب تسلسل إلى «حلميش» قفزاً عن سياج المستوطنة، ثم هاجم منزلاً وطعن 4 من أفراده، من بينهم رجلان، 40 سنة و60 سنة، ومستوطنتين أخريين، 60 سنة، وقتل 3 منهم فيما وصفت حال الرابعة بالخطيرة. وأضاف أن المنزل كان بداخله أطفال، لكن لم يتعرض أي منهم للطعن، موضحاً ان الهجوم وقع اثناء وجود 10 من افراد الأسرة داخله حيث كانوا يتناولون الوجبة الخاصة بيوم السبت، وفور وقوع الهجوم سارعت زوجة الابن القتيل الى الاختباء مع ابنائها في احد الغرف، ومنها اتصلت بالشرطة وبدأت بالصراخ: «في بيتنا مخرب... في بيتنا مخرب». وأشار المصدر الى ان المهاجم مصاب بجروح متوسطة، ونقل الى المستشفى. ودان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بشدة عملية «حلميش»، ودعا الى التحقيق في العملية، وبعث بتعازيه لعائلات القتلى. كما اعرب عن قلقه من تصاعد العنف في البلدة القديمة من القدس، داعياً الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين الى منع مزيد من التدهور في الأوضاع، من دون أن يأتي على ذكر الشهداء الفلسطينيين ومئات الجرحى الذين اصيبوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في «جمعة الغضب». معلمة الشهيد شرف تنعيه الى ذلك، نعت معلمة الشهيد محمد شرف الذي قُتل برصاص مستوطن اول من امس في مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة. واستذكرت تلميذها قائلة انه كان يعترض دائماً على حصة الساعة السابعة قائلاً: «بدري يا معلمتي». وردت المعلمة على تلميذها بعد ان علمت باستشهاده في بيان على موقع «فايسبوك»: «مين يلي لازم يقول هلأ بدري... مين؟». وأضافت أن أسبوعاً واحداً كان فاصلاً بين فرحة نجاحه بامتحانات الثانوية العامة واستعداده للدخول الى الجامعة، وفرحة الشهادة على أرض القدس نصرة للأقصى.