قال مسؤولون فلسطينيون إن اتصالات دولية تجري بهدف إزالة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك، في وقت وجهت دعوات الى إغلاق المساجد اليوم الجمعة والتوجه الى القدس لأداء الصلاة في المسجد المحاصر، في تحدٍ شعبي لإجراءات الاحتلال. وأوضح المدير العام لدائرة الأوقاف في القدس ل «الحياة» الشيخ عزام الخطيب التميمي أن الأردن والسلطة الفلسطينية يجريان اتصالات واسعة مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ومع الدول العربية والإسلامية، ويطالبان بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإزالة بوابات الفحص الإلكترونية التي وضعتها على باب الحرم القدسي الشريف. وتلقى الرئيس محمود عباس أمس اتصالاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الشأن. وقال بيان صادر عن الرئاسة إن عباس طلب من نظيره التركي إجراء اتصالات مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، ومطالبة إسرائيل بالتراجع عن إجراءاتها الخطيرة في القدس والمسجد الأقصى. وأضاف أن الرئيسين اتفقا على مواصلة المشاورات وتنسيق المواقف بينهما حتى تتراجع إسرائيل عن إجراءاتها الخطيرة. ودعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الى إغلاق جميع المساجد في أحياء القدس المختلفة اليوم الجمعة والتوجه للصلاة في المسجد الأقصى. وقالت إنها أبلغت أئمة مساجد القدس وخطباءها بعدم الخطابة اليوم والتوجه الى المسجد الأقصى أو أقرب نقطة إليه. ووجهت دعوات مماثلة الى خطباء المساجد في المدن والقرى والبلدات العربية في إسرائيل، إذ يتاح للمواطنين الوصول الى القدس من دون الحاجة الى تصاريح مثل سكان الضفة الغربية وقطاع غزة التي تفصلها حواجز عسكرية وإسرائيل عن المدينة المقدسة. وأُعلن في يافا تخصيص حافلات لنقل المواطنين الى القدس لأداء الصلاة. وواصل المصلون أداء الصلوات أمام بوابات المسجد الأقصى أمس، رافضين الدخول الى المسجد عبر بوابات الفحص الإلكترونية. وارتفعت في شكل كبير أعداد المصلين أمام بوابات الأقصى في اليومين الآخرين، في تحدٍ ظاهر للاحتلال وإجراءاته، إذ تدفقت النساء والرجال من المناطق المختلفة، وأقاموا الصلوات في الساحات والطرق. شهيد قرب بيت لحم وفي تطور لافت، استشهد أمس شاب فلسطيني في بلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم برصاص جنود الاحتلال لدى محاولته طعن أحد الجنود. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الشهيد محمد تنوح (26 سنة) أصيب بأعيرة نارية قاتله في القدس. وأجرى مسؤولون فلسطينيون أمس اتصالات ولقاءات واسعة مع ممثلي البعثات الديبلوماسية الغربية، مطالبين حكومات بلادهم بالضغط على إسرائيل لإزالة البوابات ووقف إجراء أي تغييرات في الوضع القائم في الأقصى. والتقى رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله أمس في مكتبه في رام الله، سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين وممثليها. وقال بيان صادر عن الحكومة أن رئيس الوزراء طالب دول الاتحاد الأوروبي ب «اتخاذ خطوات فورية وعاجلة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين ومقدساتهم»، كما «جدد تحذيره من تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة التصعيد الإسرائيلي في القدس، خصوصاً إجراءاتها في تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، والانتهاكات المستمرة بحق المقدسيين». في السياق ذاته، التقى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات وفداً برلمانياً أوروبياً من حوض المتوسط ضم 30 نائباً، إضافة الى عدد من رؤساء البعثات الديبلوماسية الغربية لدى فلسطين، ووفد من رجال الدين اليهود من أميركا، وأكد لهم وجوب تدخل المجتمع الدولي لإبقاء الوضع القائم تاريخياً وقانونياً في المسجد الأقصى، مذكراً بأن القدسالشرقية مدينة محتلة تنطبق عليها مواثيق جنيف الأربعة لعام 1949. وأضاف: «الأمن والسلام والاستقرار لن تتأتى عبر بناء الجدران وفرض الكاميرات والأجهزة الإلكترونية أو المستوطنات وفرض الحقائق على الأرض وهدم البيوت والحصار والإغلاق وتهجير السكان، وإنما من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967»، داعياً إلى إزالة كل القيود التي فرضتها إسرائيل على الأقصى منذ يوم 14 تموز (يوليو) الجاري، بما في ذلك البوابات الإلكترونية والكاميرات وغيرها. اعتقالات من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس 21 مواطناً من أنحاء متفرقة في الضفة. وقال نادي الأسير في بيان ان 10 مواطنين، غالبيتهم من القاصرين، اعتقلوا في القدس.