بكين - رويترز، أ ف ب، وكالة شينخوا - دعا وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أمس، الى تعاون اكبر بين الصين والولاياتالمتحدة اعتبره حتمياً «من أجل حل المشاكل العالمية»، ودعا في الوقت ذاته الصين الى تحسين نظام الصرف لديها. وقال في اليوم الاول لزيارته بكين بصفته وزيراً للخزانة الأميركية: «المشاكل الدولية لا يمكن حلها من دون التعاون بين الولاياتالمتحدة والصين»، وهما الاقتصاد الاول والثالث في العالم على التوالي. وأضاف في خطاب في جامعة بكين: «ينطبق ذلك في كل المجالات: الانتعاش الاقتصادي والاصلاح المالي، مروراً بالتغيرات المناخية وسياسة الطاقة». وشدد على تداخل الاقتصادين و «تحدياتهما المشتركة»، مفصلاً الجهود اللازمة من قبل كل طرف ومعترفاً بأن على الولاياتالمتحدة ان «تنشئ نظاماً مالياً أكثر استقراراً وأكثر قوة يحمي المستهلكين والمستثمرين في شكل أفضل» من أجل «زيادة حجم المدخرات». ودعا الصين إلى زيادة الاستهلاك وأن تعتمد أقل على صادراتها، وأن تفسح لهذه الغاية المجال أمام ارتفاع سعر اليوان بفضل نظام أفضل لصرف العملات. وأكد ان «مرونة أكبر في أسعار الصرف تساهم في إعادة التوازن لنموذج النمو (...) وتقوي الطلب الداخلي وتسمح للسياسة النقدية بأن تكون قادرة أكثر على تأمين نمو قوي مع معدل تضخم منخفض في المستقبل». وحض الولاياتالمتحدة والصين على تغيير الاستراتيجيات لتعزيز النمو في وقت يتضاءل طلب المستهلكين الأميركيين، وأبدى دعماً قوياً لزيادة دور الصين في تحديد السياسة الاقتصادية العالمية. وقال: «أهمية الصين للاقتصاد العالمي، لا تسمح بألا يكون لها مقعد كامل على الطاولة الدولية». وأضاف ان الركود العالمي بدأ يخف «لكنه لا يزال قوياً وخطيراً» في مناطق كثيرة من العالم. وأكد غايتنر إيمانه بقوة الدولار وطمأن الحكومة الصينية على ان حيازتها الضخمة لأصول مقومة بالدولار آمنة، خصوصاً أن الصين هي أكبر حائز أجنبي لسندات الخزينة الأميركية. وقال في جلسة لاسئلة بعد القاء كلمة امام الطلاب في جامعة بكين حيث درس الصينية وهو طالب في الثمانينات: «نؤمن بدولار قوي». ومن بين الاهداف الرئيسة لزيارة غايتنر الصين تهدئة مخاوف الأخيرة من ان يقوض العجز المتزايد في الموازنة الأميركية والسياسة النقدية المتحررة من القيود في شكل كبير، الدولار والسندات الأميركية، ورأى ان زيادة حماية المستهلكين سيكون عنصراً مهماً في إصلاح تنظيمي ستكشف الولاياتالمتحدة النقاب عنه قريباً. وزاد: «سنكون في حاجة لتغيير وتحسين نوعية حماية المستهلكين». وعقد غايتنر سلسلة من الاجتماعات مع أعلى فريق اقتصادي في الصين، من بينهم نائب رئيس مجلس الدولة وانغ تشي شان ووزيري التجارة والمال، ورؤساء مصارف وأسواق مال. وتُعد الآلية الجديدة للحوار الصيني - الأميركي من نتائج الاجتماع الأول الذي عُقد بين الرئيسين الصيني هو جينتاو والأميركي باراك أوباما في نيسان (أبريل) في لندن. ويرأس المسار الاستراتيجي للحوار عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ غوا ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بينما يرأس المسار الاقتصادي وانغ تشي شان وغايتنر اللذان أجريا محادثات أمس.