جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مطالبته تركيا بسحب قواتها من معسكر بعشيقة، شمال الموصل. وناقش قادة «الحشد الشعبي» تفاصيل خطة لاستعادة قضاء تلعفر وهو آخر معاقل «داعش»، فضلاً عن السيطرة على الحدود مع سورية. وأفادت مصادر أمنية بأن الهجوم على تلعفر «سيبدأ خلال أسابيع لمنح القوات التي سيطرت على الموصل في العاشر من الجاري «وقتاً كافياً لإعادة تنظيم صفوفها». وعلى رغم سيطرة «الحشد» على معظم مناطق غرب نينوى وإطباقه حصاراً محكماً على «داعش» في تلعفرء، إلا أن اقتحامه القضاء يصطدم باعتراض من الولاياتالمتحدةوتركيا. وأوضح بيان لقيادة «الحشد» أمس أن «الاستعدادات لمعركة استعادة تلعفر وحماية الحدود مع سورية، كانت محور نقاش في اجتماع ضم رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري والأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي». وتقع مدينة تلعفر على بعد 65 كلم غرب الموصل، وتبعد عن الحدود مع سورية نحو 60 كلم، وتبعد المسافة ذاتها عن الحدود التركية شمالاً، وكانت تقطنها غالبية تركمانية من السنة والشيعة، إلا أن أكثر من نصف سكانها الذين ينتمون إلى الطائفة الشيعية نزحوا عنها مخافة تعرضهم للإبادة إثر سقوطها بيد «داعش». إلى ذلك، قال العبادي خلال، مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «تحرير الموصل سيتبعه تحرير تلعفر التي ستكون معركتها حازمة وحاسمة»، وأضاف أن «استمرار عمليات التحرير، معناه أن ناحية بعشيقة التي أنشأ فيها الجيش التركي معسكراً، لم تعد لها قيمة، ولم يعد للوجود التركي مبرر، لدينا دعوة وتعاملات وتفاهمات مع أنقرة في هذا الإطار، نأمل بأن تسفر عن انسحاب قواتها في شكل كامل». وأعلن المهندس خلال احتفال «الحشد» باستعادة الموصل أن قواته «حررت 400 قرية و14 مجمعاً وثلاث نواح وقضاءين خلال المعركة، ووصلت إلى الحدود السورية، وهي تمسك الآن بأكثر من 500 كلم»، واستدرك: «إلا أن خطر داعش ما زال قائماً، وتنتظرنا عمليات عسكرية وأمنية أخرى». في الموصل، ما زال الجيش يجري عمليات «تطهير» ويلاحق من تبقى من عناصر «داعش» المتخفين داخل المدينة القديمة، وأفاد مصدر أمني بأن «اشتباكات وقعت قرب الضفة الغربية لنهر دجلة، وقتل جنديان وأصيب آخر في اشتباك مع عناصر كانت تتحصن في المنطقة»، لافتاً إلى «تدمير أنفاق في حي الشهوان، واعتقال 4 داعشيات في منزل صغير في منطقة المصارف تسللن مع النازحين». وأفاد سكان في حي النجار بأن «أكثر من 7 مدنيين قتلوا وأصيب 10 عندما انفجر منزلهم أثناء محاولتهم الدخول لمعاينته». وأعلنت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم عن «تدمير عربة تقل عناصر من الشرطة الاتحادية بتفجير عبوة ناسفة قرب مفرق الشورى جنوبالمدينة»، في وقت أكدت قوات التحالف الدولي «تنفيذ أربع غارات جوية على الموصل وناحية القيادرة، وراوة، غرب محافظة الأنبار». وإلى جنوب الموصل، «فرضت القوات الأمنية سيطرتها على حافة النهر في قرية الإمام غربي وتواصل التقدم الحذر لاستعادة القرية». من جهة أخرى، دعا النائب عن كتلة «بدر» حنين قدو في بيان، رئيس الوزراء إلى «إصدار أوامر لإزالة السواتر التي أقامتها قوات البيشمركة الكردية وسط سهل نينوى واحتلت أكثر من 25 قرية شبكية وتركمانية وحفرت خنادق، ما يثير لدى أبناء المنطقة اليأس والخوف من المستقبل المجهول». وأضاف أن «الساتر قسم المنطقة الى قسمين قسم تابع لإقليم كردستان والآخر تابع للحكومة المركزية، ما يجعل عملية تنقل أبناء المنطقة والقرى للالتحاق بوظائفهم في مراكز الأقضية والنواحي عملية مستحيلة».