أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الأربعاء)، بأن اشتباكات بين جماعات معارضة اندلعت في محافظة إدلب السورية لتتحول إلى بعض من أعنف المعارك بين الفصائل التي تتمتع بنفوذ في المحافظة الواقعة في شمال غربي سورية. وقال «المرصد»، إن «هيئة تحرير الشام، وهي تحالف من جماعات إسلامية يضم فرعاً سابقاً لتنظيم القاعدة في سورية، هاجمت مواقع لأحرار الشام، وهي جماعة أكثر اعتدالا متحالفة مع الفصائل التي تشكل التيار الرئيس للمعارضة السورية». وأضاف أن «الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من مساء أمس». وألقى بيان ل «أحرار الشام» نشر على الانترنت اللوم في اندلاع الاشتباكات على «هيئة تحرير الشام». واشتبك الجانبان في وقت سابق هذا العام، في قتال طويل بغرض فرض النفوذ على إدلب، وهي معقل تحتفظ به المعارضة على رغم استعادة القوات الحكومية وحلفائها لغالبية أراض غربي سورية. وذكر المرصد أن القتال امتد اليوم لمناطق في مختلف أرجاء إدلب، منها بلدة سراقب في الشرق، ودانا، وسرمدا في الشمال الشرقي، وباب الهوى قرب الحدود التركية. وأوضح أن مقاتلين عدة واثنين على الأقل من المدنيين قتلوا. وتهيمن الجماعات الإسلامية بالأساس على محافظة إدلب، لكن لفصائل الجيش السوري الحر وجوداً هناك أيضا. وتشهد المحافظة الواقعة على الحدود مع تركيا منذ فترة طويلة اقتتالاً داخلياً بين الجماعات المتشددة التي تتنافس على بسط النفوذ. وعلى رغم معارضتها جميعاً لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، تشهد الجماعات المعارضة اختلافات فكرية عميقة وتنافساً يتفجر أحياناً في اشتباكات دموية. ويقول معارضون ومنهم «أحرار الشام»، إن «ذلك يشتت الانتباه بعيداً عن القتال ضد الحكومة في دمشق ويضعف المعارضة». وانحازت «أحرار الشام» لفصائل الجيش السوري الحر في قتال «هيئة تحرير الشام» التي تشكلت في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد اندماج فصائل عدة منها «جبهة النصرة»، الفرع السابق لتنظيم «القاعدة» التي قطعت روابطها بالتنظيم العام الماضي.