عاد أمس إلى تونس زعيم «حركة النهضة» الإسلامية التونسية راشد الغنوشي (69 سنة) بعد أكثر من 20 سنة في المنفى، وكان في استقباله المئات من أنصاره الذين رفعوا لافتات تشيد بالاعتدال وتندد بالتطرف. وكانت الحكومة التونسية الموقتة أصدرت عفواً عاماً عن المعارضين السياسيين ما سمح بعودة الغنوشي الذي قالت مصادر قريبة من حركته انه ينوي تسليم القيادة إلى جيل الشباب، وانه لا ينوي شغل أي منصب عام. وعاش الغنوشي في لندن منذ عام 1989 عندما نفاه الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وكان الإسلاميون أقوى قوة معارضة في تونس عندما شن بن علي حملة قمع ضدهم قبل عقدين، لكنهم لم يلعبوا دوراً بارزاً في الثورة الشعبية التي أطاحته. ويقول محللون انهم قد يبرزون مجدداً كقوة سياسية ذات ثقل. وهتف مستقبلوه في المطار «الله أكبر»، وأكدوا أن الإسلاميين لن يستسلموا. وبذل رجال أمن المطار جهدهم للسيطرة على الحشد الذي امتد إلى موقف السيارات. ورفعوا لافتات كتب عليها «لا للتطرف... نعم للإسلام المعتدل» و «لا خوف من الإسلام». وفي المقابل رفعت مجموعة من العلمانيين في المطار لافتات تقول «لا للتيار الإسلامي ... لا للحكم الديني». وقال الغنوشي في مطار لندن قبل عودته امس إن حركته ستشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة لكن ليس في انتخابات الرئاسة، وأضاف «نحن نشارك حتى نستطيع الانتقال من نظام الحزب الواحد إلى نظام متعدد الأحزاب في شكل حقيقي من دون فساد أو قمع». وتابع «لست مثل الخميني، لدينا حزب إسلامي وديموقراطي يشبه كثيراً حزب العدالة والتنمية في تركيا». وخلال الأيام القليلة الماضية تراجعت إلى حد كبير الاحتجاجات التونسية بعد إبعاد رموز النظام السابق منها.