استعرضت وكالة أنباء البحرين في تقرير لها ما وصفته ب«تدليس قناة الجزيرة» ضدها وضد الشعب البحريني. وقالت الوكالة في تقرير نشرته على موقعها: «لا تزال الجزيرة القطرية تمارس سياسة التدليس والكذب ضد البحرين ورموزها وشعبها، بل وتحاول أن تطمس الحقائق الدامغة تحقيقاً لأهدافها وتنفيذاً لسياسات القائمين عليها والممولين لها، ما يجعلها جزءاً أساسياً من مشروع عدواني لبث الفوضى في الشرق الأوسط، وكانت البحرين إحدى محطاته المهمة». وأشارت إلى أن «تلك الفضائية المشبوهة بذلت جهداً غير مثمر لتحقيق أهدافها المخطط لها، مستغلة في ذلك الوفورات المالية التي توفرت لقطر، وعدم توفر مؤسسات سياسية فعالة هناك أو منظمات مجتمع مدني قادرة على المعارضة أو رفض خطط النظام في الدوحة، وسعت من وراء ذلك إلى تنفيذ السياسة الإيرانية وتفتيت المنطقة تحت شعارات براقة مثل الثورة والتغيير والديموقراطية». وأشارت وكالة أنباء البحرين في تقريرها إلى أن «الجزيرة» عملت أداة متقدمة للسياسة القطرية، واعتمدت الدوحة في سبيل تحقيق أجندتها التي روجت لها القناة، على آليات عدة، أهمها: استقطاب عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، ليكون المخطط والمراقب لأداء الدوحة، والمدير التنفيذي الفعلي لمشروعها العدواني، الذي اُختير بعناية لعلاقته الاستخبارية المشبوهة، وقربه من «حزب اللات» اللبناني ومرجعياته في إيران، وإنشاء عدد مما سُمي بمراكز الأبحاث والدراسات، التي بلغت 39 مركزاً، وخطرها على الإطلاق ما كان وما زال يديرها بشكل مباشر عزمي بشارة، إضافة إلى فروع لعدد من المراكز وعلى رأسها معهد بروكنغز، الذي يترأس مجلس إدارته رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، وإنشاء عدد من الجمعيات تحت ستار العمل الخيري، تولى إدارة غالبيتها أعضاء من العائلة الحاكمة، وهي التي عملت على تسهيل إيصال الدعم المالي لعدد من المنظمات الإرهابية حول العالم، بل وسهلت عمل المخابرات القطرية في مناطق النزاع، وبلغ عدد هذه الجمعيات ما يزيد على 20 جمعية، بحسب المركز الدولي للأبحاث والدراسات، ووضعت أربع من هذه الجمعيات في القائمة المشتركة التي أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن أهم هذه المنظمات: مؤسسة عيد آل ثاني، والهيئة القطرية للأعمال الخيرية، ومؤسسة جاسم بن جبر، ومركز قطر للعمل التطوعي، ومؤسسة ثاني بن عبدالله للأعمال الخيرية. كما أشارت الوكالة في تقريرها إلى أن رعاية منظمات تتستر بعباءة حقوق الإنسان في بعض الدول العربية والأوروبية، أغدقت عليها الدوحة مئات الملايين من الدولارات كانت لاستغلالها في التحريض على الدول العربية، من خلال ملفات حقوق الإنسان، مثل الكرامة والمستقبل وفرونت لاين وغيرها التي تعمل في عدد من الدول، وكانت البحرين ضمن أبرز اهتماماتها. وكشفت أن إقامة مجموعة من المؤسسات الإعلامية، سواء داخل قطر أم خارجها، كانت من أجل الترويج لمشروعها الخاص، وكانت قناة الجزيرة أحد أهم تلك المؤسسات، إذ أقيمت بمنحة مالية وصلت إلى 150 مليون دولار من الأمير السابق حمد بن خليفة، كما تقدم لها الحكومة القطرية مبالغ شهرية تصل إلى 30 مليون دولار. تمويل مشاريع إعلامية مشبوهة أوضحت وكالة أنباء البحرين، في تقريرها، أنه إضافة إلى قناة الجزيرة، قامت الدوحة بتمويل عدد من المشاريع، التي ظهرت خلال الأعوام الأخيرة، منها: صحيفة «العربي الجديد» وتلفزيون «العربي» في لندن، اللذين يديرهما، ولو بطريق غير مباشر، «عزمي بشارة» نفسه، إذ يتم تمويلهما بمبلغ 50 مليون دولار. وقالت إن جريدة «وطن» في لندن، و«موقع هافنغتون بوست العربي» في تركيا، الذي يترأس تحريره مدير قناة الجزيرة الأسبق وضاح خنفر، إلى جانب عشرات المواقع الإلكترونية الإعلامية حول العالم، تصدر بالعربية والإنكليزية أيضاً، تعمل بتوجيه ودعم قطريين. وأضافت أن «الجزيرة» عملت منذ إنشائها في منتصف التسعينات لتكون أحد المحركين لمشروع الفوضى في الشرق الأوسط، واستهدفت من وراء ذلك الأمن القومي العربي، والتشكيك في الثوابت الوطنية. وكشفت أنه «لأن البحرين كانت في عين التغيير والفوضى، عملت القناة على وضعها في بؤرة تركيزها واهتمامها، وذلك عبر نشر الأكاذيب تارة، وتضليل الرأي العالم المحلي والعالمي تارة أخرى، وتكفي الإشارة إلى أن موقع «الجزيرة نت» نشر عن البحرين ما يزيد على 889 خبراً منذ مطلع 2011 حتى منتصف حزيران (يونيو) 2017، كانت في معظمها أخباراً سلبية وتخدم الجماعات الإرهابية وتروج لها». وبنظرة سريعة وفاحصة لما تحويه رؤية ومضامين موقع الجزيرة نت في شأن البحرين، يظهر للقارئ حجم التدليس والتحيز ضد المنامة، ويلاحظ من خلال تحليل موضوعي لأهم ما تضمنه الموقع من معلومات عن البحرين أن المعالجة اتسمت بتشويه متعمد لصورة البحرين وتقديم الدعم اللامحدود للجماعات الإرهابية ولقيادتها، ويبدو ذلك واضحاً من قراءة عدد من عناوين الأخبار والتقارير التي نشرها الموقع.