سلمت الجهات المختصة في إدارة الدفاع المدني في جدة ثلاثة متوفين من ضحايا «أمطار الأربعاء» لذويهم بعد استكمال الإجراءات اللازمة وتقارير الأدلة الجنائية التي أخضعت لها جثثهم. ووفقاً لمدير المركز الإعلامي للتعامل مع الحالات الطارئة في محافظة جدة اللواء محمد بن عبدالله القرني في حديثه إلى «الحياة» أن خمس وفيات نتيجة الصعق الكهربائي تخضع لتحليل حمض ال «DNA» في مختبرات الأدلة الجنائية إلا أنه أوضح أن ذلك لا يعني عدم معرفة هوياتها، مشيراً إلى أن هذا الإجراء احترازي فقط للتأكد من مطابقة تحاليل المتوفين مع ذويهم. وأبان أنه حتى مساء أمس (الأحد) لم تسجل أي حالات عثور على وفيات جديدة أو مفقودين، لا تزال أعداد المتوفين 10 أشخاص وثلاث مفقودين تستمر أعمال البحث عنهم من خلال الفرق الأرضية والطيران العامودي. وأعلنت إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أمس افتتاحها مقراً جديداً للجان حصر الأضرار للسيارات والعقارات في جنوب المحافظة لتسهيل استقبال وخدمة متضرري أحياء مدائن الفهد والنزلة اليمانية والشرقية وبترومين والقريات وحارة الكويت وسكان طريق مكة القديم والسبيل والوزيرية وشارع الإسكان والجوهرة والهنداوية والثعالبة والدقيق و«الاستاد» الرياضي وميدان النجوم، مطالبة المتضررين في تلك المناطق مراجعة مقر اللجنة في مركز الدفاع المدني إلى جوار البنك الإسلامي للتنمية وإحضار إثبات الملكية (صك أو عقد إيجار) والهوية الوطنية وفاتورة الكهرباء وصورة «فوتوغرافية» للأضرار في ما يتعلق بالعقارات، أما ما يتعلق بأضرار المركبات فيتطلب إحضار إثبات ملكية المركبة ووثيقة التأمين إن وجدت وصورة «فوتوغرافية» للسيارة من جميع الجوانب مع الأضرار التي لحقت بها. وفيما تتواصل أعمال إعادة وتهيئة الشوارع والمواقع المتضررة المتبقية، اتهم مواطنون ومقيمون في أحياء الرويس والشرفية وبعض الأحياء الموازية لطريق المدينة أمانة محافظة جدة بزيادة معاناتهم، إذ تستخدم فنادق ومراكز تجارية عدة آليات كبيرة لضخ المياه الراكدة فيها إلى الشوارع العامة التي أصبح مشهد خراطيم المياه فيها أمراً ملاحظاً في شكل واضح، ما زاد من صعوبة الدخول والخروج إلى مساكنهم في وقت وصفوا فيه الأمانة ب «الصامتة» أمام هذه المخالفات التي تهددهم بالأوبئة نتيجة تكاثر وتجمع البعوض، مطالبين بوقف هذه المخالفات وتكليف تلك المواقع بإحضار ناقلات لسحب المياه إلى خارج المناطق السكانية. وأكد مصدر في عمليات الدفاع المدني تلقي بلاغات عدة تقدر بالعشرات عن تضرر عدد من سكان تلك المناطق من سحب المياه من المراكز والفنادق وضخها في الشوارع العامة. وكشف تقرير المركز الإعلامي للتعامل مع الحال الطارئة في محافظة جدة استمرار أعمال الإيواء للأسر المتضررة من الأمطار الغزيرة التي شهدتها جدة، إذ بلغ عدد من تم إيواؤهم حتى مساء أمس حوالى 16 ألف شخص يمثلون نحو 4300 أسرة متضررة، بينما وصل عدد من تم إنقاذهم من خلال 18 طائرة عامودية حتى مساء أمس 497 نفذت خلال عمليات الإنقاذ 89 طلعة جوية، وإنقاذ 2503 أشخاص من خلال الفرق الأرضية، فيما بدأت لجان حصر الأضرار عملها وتمكنت حتى أمس من حصر 273 مركبة و161 عقاراً، ولا تزال قطاعات عسكرية ومدنية عدة تواصل مساندتها لأعمال الدفاع المدني، عدا فرق القوات المسلحة والحرس الوطني التي انتهت مشاركتها.