دعا وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ دعاة وزارته إلى استثمار جهودهم وأوقاتهم في «الصراع على العقول» التي قال إن غزوها أهم من غزو البلدان. وشدد آل الشيخ لدى افتتاحه موقع «برنامج التبادل المعرفي» المنبثق عن وزارته على أن «العالم يعيش اليوم صراعاً كبيراً على العقول، الذي يعتبر أهم من الصراع على البلدان، لأن العقول إذا استعمرت فإن البلدان بطبيعة الحال تكون مستعمرة تبعياً، فالمسابقة إلى العقول هي التي تحدد مواقف الناس، من حيث الولاء والاتباع والوجهة والانتماء، فإذا صارت العقول دائماً تشعر بالضعف، وتدافع فإنها ستكون ضعيفة وبالتالي يسيطر عليها الآخر». ورأى بين العناصر المؤثرة في دائرة الصراع على العقل، المبادرة بابتكار مصطلحات إيجابية، وإحباط مفعول مصطلحات أخرى سلبية. وقال: «العالم اليوم غزا المسلمين بالمصطلحات، ولذلك أرى ضرورة الاهتمام بمعركة المصطلحات، فاليوم الناس ليس عندهم وقت يعرفون التفاصيل في كل شيء، فإذا سبق أحد إلى وضع مصطلح في العقول فإن ذلك المصطلح له تفسيراته عند الناس فيسبق إلى أن هذا هو المعنى، وبالتالي فإنه سيصعب إخراجه بعد ذلك عن مراد مطلقه ابتداء، حتى في أمور الدين والعقيدة». وعطفاً على ذلك فإن آل الشيخ يعتقد أن «معركة المصطلحات مهمة جداً في مسألة التبادل المعرفي لأنه إذا وجد مصطلح جديد فلابد أن نبادر بتحييد هذا المصطلح عن وجهته التي فُرضت علينا إلى الوجهة الصحيحة في أنحاء شتى، مثل مصطلح الوهابية والسلفية والإرهاب والجهاد، ومصطلحات كثيرة في هذا الأمر، حتى أنه ربما فُهم القرآن نفسه خطأً، فقيل إن القرآن يدعو إلى الإرهاب بالمفهوم السيئ الموجود الآن للإرهاب، وهذا من الجناية الكبيرة على الديانة، والجناية الكبيرة على الإسلام، وهو الذي أصل حقوق الإنسان». وحول نهج الموقع الجديد الذي ينضم إلى قائمة أخرى من المنابر الإلكترونية التي تشرف عليها «الشؤون الإسلامية»، قال: «الموقع ليس انفعالياً وإنما هو موقع مبادرة، بمعنى أننا نسعى في هذا الموقع إلى مد الجسور، بين المملكة العربية السعودية معرفياً مع الجهات التي تتواصل للرغبة في معرفة الإسلام». لكنه اعتبر تلك الخلفية عن الإسلام «معظمها مشوهة، خصوصاً في الدوائر الدينية المختلفة في العالم، وكذلك في الدوائر العلمية في الجامعات، وأيضاً في الدوائر الإعلامية، وإذا كانت الأخيرة ربما تقصد إلى تشويه الإسلام لأهداف استراتيجية لجهات مختلفة ومغرضة فإن الجهات الأخرى، تحتاج إلى معرفة وأذرعة لتوصيل هذه المعرفة الحقة بالإسلام، بعقيدته، بنبيه صلى الله عليه وسلم ، بالقرآن الكريم، بجهود علمائه من القديم والحديث، بالفكر الحضاري الإسلامي، بالمعرفة بالفهم الإسلامي الشامل للتعاون الإنساني بمعنى التدين، ومعنى رسالة الإسلام... إلخ».