أعلنت روسيا عزمها على تعزيز البنى التحتية لمنشآتها العسكرية البحرية والجوية في سورية بهدف تحويلها قاعدة تواجد طويل الأمد. وأكد مسؤولون عسكريون أن الوجود العسكري بحراً وجواً في سورية «يشكل أساساً لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط». (للمزيد) وأعلن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي (النواب) فلاديمير شامانوف، توجه موسكو إلى إرساء تعزيزات فنية شاملة في القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري، وكشف أن المجلس سيصوت قريباً على اتفاقية توسيع القدرات التقنية للقاعدة في تقديم الخدمات والقيام بالمهمات المطلوبة. وشدد شامانوف على أن وجود قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية الروسيتين في سورية هو «عامل استقرار في الشرق الأوسط، الذي يشكل في الآونة الأخيرة وسيظل في المستقبل المنظور بؤرة للخلافات العميقة». وأشار إلى أن فاعلية السلاح الروسي «لقيت اعترافاً عالمياً»، إضافة إلى نجاح العمليات الإنسانية التي تجريها موسكو و «تخدم تعزيز صدقية روسيا على الصعيد الدولي». وكانت موسكو نشرت بداية العام نص الاتفاقية الموقعة بين موسكوودمشق في شأن إقامة قاعدة عسكرية بحرية في سورية، وشملت الوثيقة اتفاقاً لتوسيع مساحة مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، ودخول السفن الحربية الروسية المياه الإقليمية والمياه الداخلية والموانئ السورية. بالتزامن، صادق مجلس الدوما أمس بالإجماع على البروتوكول الملحق باتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الروسية في سورية، وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيقولاي بانكوف، في خطاب أدلى به أمام نواب المجلس، أن إبرام هذه الوثيقة سيتيح لسلاح الجو الروسي إجراء عملياته في سورية بصورة أكمل، مضيفاً أن دمشق أبلغت موسكو باستكمال جميع الإجراءات التمهيدية المطلوبة لدخول البروتوكول حيز التنفيذ. وقال بانكوف إن الوثيقة تنص على أن الحراسة الخارجية والساحلية للقواعد الروسية تعود إلى الطرف السوري، بينما تقع مهمات الحراسة وضبط الأمن الداخلي، إلى جانب الدفاع الجوي، على عاتق الضباط الروس. وأشار رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب، ليونيد سلوتسكي إلى أن البروتوكول يحدد فترة مهمة القوات الجوية الروسية في سورية لمدة 49 عاماً مع إمكان تمديدها 25 عاماً إضافياً. من جهة أخرى، قال مبعوث الحكومة السورية إلى محادثات جنيف بشار الجعفري للصحافيين، بعد اجتماعه أمس مع وسيط الأممالمتحدة ستيفان دي ميستورا في مقر المنظمة الدولية في جنيف، إن فريقه لم يُطلَب منه الاجتماع وجهاً لوجه مع ممثلي المعارضة. وأعلن الجعفري أن وفده طلب نقل موضوع مكافحة الإرهاب من الحديث النظري في القاعات المغلقة في جنيف إلى مجلس الأمن والرأي العام الدولي، مبيناً أن المبعوث الخاص وعد بهذا الأمر. وقال: «أجرينا جولة مفيدة مع المبعوث الخاص وفريقه ركزنا خلالها على موضوعين رئيسيين، هما مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين»، لافتاً إلى أن «محادثات الخبراء الفنيين تطرقت في شكل رئيسي إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية التي وردت في ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي والتي اسمها ورقة 12 مبدأ أو 12 نقطة». على الصعيد الميداني، دمر سلاح الجو السوري أمس، عربات وتحصينات لتنظيم «داعش» في محيط مدينة دير الزور وأرياف الرقة وحمص وحماة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن «داعش» تكبد خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد. ونسب «المرصد السوري» إلى عدد من «المصادر الموثوقة»، أن القوات النظامية السورية تمكنت للمرة الأولى من دخول ريف الرقة إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة حمص، ضمن العملية العسكرية الواسعة للوصول إلى منطقة حقل الهيل النفطي الذي سيطرت عليه قوات النظام قبل أيام.