قال بريت مكجورك، المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس (الخميس)، إن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية. وأضاف أن الولاياتالمتحدة «سعيدة جداً» بالتقدم الجاري منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأحد الماضي، والذي رتبته مع روسيا والأردن. وأوضح للصحافيين أن «الروس أكدوا جديتهم البالغة إزاء هذا الأمر واستعدادهم لنشر أفراد على الأرض للمساعدة في المراقبة... هم لا يريدون أن ينتهك النظام وقف إطلاق النار». وروسيا هي الداعم الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد وساعدت قوتها الجوية وفصائل تدعمها إيران في إحداث تقدم على المعارضة المسلحة على مدى العام الأخير. وأعلن «اتفاق عدم التصعيد» في جنوب غربي سورية بعد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا الجمعة الماضي. وقال ترامب في مؤتمر صحافي في باريس الخميس، إن العمل جار للتفاوض على وقف إطلاق النار في منطقة ثانية في سورية. وأجاب مكجورك عن سؤال حول تصريحات ترامب بقوله «أعتقد أن الرئيس يشير إلى نقاش بناء جداً أجراه مع الروس فيما يتعلق بالبناء انطلاقاً من هذا الاتفاق الذي يخص الجنوب الغربي». وقال إن الولاياتالمتحدة أجرت «مناقشات عسكرية بناءة جداً... مع الروس في شأن ترتيبات عدم النزاع في الأسابيع الأخيرة» وإنها حريصة على بحث إمكان وقف إطلاق النار في مناطق أخرى. ومضى قائلاً إن مناقشات مكثفة جرت بين الولاياتالمتحدةوروسيا والأردن للاتفاق على خط اتصال تفصيلي أساساً لوقف إطلاق النار في جنوب غربي سورية، وإن الدول الثلاث تفكر الآن في المكان الذي يمكن نشر المراقبين فيه. وتابع «ذلك النقاش جار، وآمل في أن يصل إلى نقاط محددة الأسبوع المقبل أو نحو ذلك». وفي وقت سابق الخميس وخلال اجتماع للتحالف ضد «داعش» في واشنطن، قال مكجورك إن واشنطن تعهدت بتخصيص 119 مليون دولار إضافية للمساعدات الإنسانية في العراق بعد النجاح في انتزاع الموصل من يد التنظيم هذا الشهر. وحض مكجورك على بذل الجهود وجمع أموال لإعادة الاستقرار إلى المناطق التي أمكن إخراج التنظيم المتشدد منها في سورية والعراق. وقال الاجتماع «حددنا مئة موقع حيوي يحتاج إلى إعادة الاستقرار في الموصل وحولها، وستكون محل التركيز العاجل لعلميات التطهير من الألغام والإصلاح». وأضاف «الولاياتالمتحدة أعلنت الأسبوع الماضي تخصيص 150 مليون دولار لبرامج الاستقرار تلك. واليوم نعلن تخصيص أكثر من 119 مليون دولار لمساعدات إنسانية إضافية، ونأمل أن نرى مساهمات مشابهة من شركائنا في هذه الغرفة في الأسابيع المقبلة». واشتبكت القوات العراقية مع مسلحين من «داعش» متحصنين في المدينة القديمة في الموصل أول من أمس بعد أكثر من 36 ساعة من إعلان بغداد النصر على المتشددين في معقلهم الرئيس في العراق والذي أعلنوا منه «دولة الخلافة». ومثل إعلان النصر الذي صدر عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكبر هزيمة للتنظيم المتشدد منذ اجتياحه الخاطف لشمال العراق قبل ثلاث سنوات. لكن جيوباً في الموصل لا تزال غير آمنة كما تعرضت المدينة إلى دمار هائل بسبب المعارك الضارية التي دارت على مدى ما يقرب من تسعة أشهر.