بدأت في تركيا فعاليات الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي أوقعت 249 قتيلاً ممّن نفذوها وتصدّوا لها، بين مدنيين وعسكريين ورجال أمن. واحتضن الرئيس رجب طيب أردوغان هذه الفعاليات، في احتفال شعبي في قصره ألقى خلاله كلمة أشاد فيها بأرواح «الشهداء» الذين سقطوا دفاعاً عن الديموقراطية. كما ألقى رئيس الأركان الجنرال خلوصي أكار كلمة وجيزة، بعد انتقادات وجّهتها المعارضة للحكومة والقصر، منددة ب «تهميش» دور القيادات العسكرية التي تصدت للمحاولة الانقلابية، فيما استُبعدت المعارضة السياسية من الاحتفال، إذ لم تُدع إلى المشاركة فيه. يأتي ذلك فيما قدّمت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، التي يرأسها ويشكّل معظم أعضائها نواب من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، تقريرها عن أحداث المحاولة الفاشلة، ليل 15-16 تموز (يوليو) 2016، وجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بتدبير المخطط الانقلابي. وسرّب رئيس البرلمان جزءاً من التقرير النهائي، الذي كانت بقية أحزاب المعارضة التي شاركت في أعمال اللجنة اعترضت عليه، ويتضمّن عبارات تتهم «حزب الشعب الجمهوري» المعارض بتعاون وثيق مع جماعة غولن، على رغم أن الحزب يعادي تلك الجماعة وكل التنظيمات الدينية، بحكم جذوره العلمانية والأتاتوركية. ويبرّر كاتب التقرير هذا الاتهام بأن «الطرفين يسعيان إلى إطاحة حكومة العدالة والتنمية من الحكم، والرئيس أردوغان من الرئاسة، ولو اختلفت الطريقة التي يستخدمها كل فريق». واعتبر محللون ذلك دعوة إلى توجيه تهمة الإرهاب إلى كل أطياف المعارضة، اذ إنها تسعى بلا استثناء الى تسلّم الحكم مكان أردوغان وحزبه، من خلال انتخابات نزيهة، طالما أن التقرير يركّز على الهدف لا الوسيلة. كما انتقد «حزب الشعب الجمهوري» رفض الحكومة تشريح جثث قتلى المحاولة الانقلابية، وتحديد سبب الوفاة وبأي نوع من الأسلحة، ودفنهم سريعاً على رغم معلومات عن «قوات غير شرعية حملت سلاحاً ونزلت الى الشارع تلك الليلة وقتلت مواطنين وعسكريين في آنٍ». كذلك سُرِب إقالة شركة الخطوط الجوية التركية الطيارَين اللذين سهرا مع أردوغان ليلة المحاولة الانقلابية ونقلاه من مرمريس إلى إسطنبول في رحلة غامضة، لم تُكشف أسرارها. وكان تقرير البرلمان أفاد في شأن هذين الطيارَين بأن أردوغان سألهما قبل الإقلاع به من مرمريس: «أسألكما من رجل إلى رجل، قولا لي بصراحة أنتما مع مَن؟». ونقل عنهما قولهما للرئيس: «نحن معك وحتى آخر المطاف، وسنوصلك وعائلتك سالماً إلى إسطنبول». ولم تتضح ملابسات قرار فصلهما وسببه، لكن تقارير إعلامية تفيد بإخضاعهما لتحقيق واتهامهما بالانتماء إلى جماعة غولن. وكان لافتاً توقيف الشرطة التركية علي أفجي، بعد يوم على عرض لقطات دعائية من فيلم أنتجه، يدور حول المحاولة الانقلابية، لاتهامه بعضوية «منظمة غولن الإرهابية». وأثارت اللقطات غضباً، إذ تُظهِر قتل عائلة أردوغان، وضابطاً في الجيش يصوّب مسدسه إلى رأس الرئيس وهو يصلّي. الى ذلك، أشاد الجميع بقرار الحكومة تفعيل لجنة التظلّم الأسبوع المقبل، والتي ستدرس طلبات تظلّم عشرات الآلاف ممَن طُردوا من عملهم بحجة شبهة تعاونهم مع جماعة غولن. على صعيد آخر، أعلن حاكم مدينة اسطنبول واصب شاهين توقيف 44 مشبوهاً، بينهم مخططون لتفجيرَين انتحاريَين استهدفا المدينة العام الماضي، وأوقعا عشرات القتلى، علماً أن تنظيماً كردياً تبنّى تنفيذهما. فرقاطة تركية تراقب سفينة تنقيب قبالة قبرص أعلن الجيش التركي أن فرقاطة تابعة له تراقب سفينة حفر في شرق البحر المتوسط قبالة ساحل قبرص، وذلك بعدما وجّهت أنقرة تحذيراً لنيقوسيا من التنقيب عن الغاز أو النفط. وتحرّكت سفينة الحفر «وست كابيلا» التي تعاقدت معها شركتا «توتال» الفرنسية و «إيني» الإيطالية، لبدء التنقيب عن الغاز قبالة قبرص الأربعاء. وذكر الجيش التركي أن الفرقاطة «تنفذ مهمتها في شرق البحر المتوسط وتراقب السفينة التي يُعتقد بأنها تنفذ نشاطات حفر». وكانت تركيا أعلنت أنها ستتخذ إجراءات للتصدي لتنقيب القبارصة اليونانيين عن الغاز أو النفط حول الجزيرة المقسمة، معتبرة الأمر استفزازاً، بعد فشل محادثات لإعادة توحيدها الأسبوع الماضي.